تحولت مجالس العزاء من دقائق قليلة لمواساة ذوي الميت وتأدية الواجب، إلى مكوث لوقت طويل وتجاذب أطراف الحديث في أمور دنيوية، خصوصا في وسط النساء، ما أثار حفيظة الكثير واستهجان هذا السلوك والذي لا يمت لتعاليم الإسلام بصلة. وأوضحت المحامية فريال كنج أن جلسات العزاء أصبحت اشبه بمناسبات الأفراح لما رأته من بعض السيدات من تجمل وتزين، مشيرة إلى أن هناك من استحدثت ماكياجا خاصا للعزاء للأسف وهذا مخالف للمقصد من الذهاب لأهل الميت. وبينت مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بمكةالمكرمة حفصة شعيب أن ذوي الميت يعيشون في حال حزن وليس لديهم أي اهتمام بالأمور الدنيوية خلال تلقيهم العزاء، مستغربة ابتكار عدد من النساء ملابس خاصة للعزاء، وبأن يكون ضمن ملابسها قطع مخصصة للتعزية او استقبال المعزين وجعل ماكياج معين للعزاء وفرش السفر الزائدة حتى تصل للشارع او إحضار خادمات للمباشرة أو خدمة المعزين، مبينة أن ثمة كراسي خصصت للاستخدام في مراسم العزاء ملفتة للنظر ومثيرة للرأي. ورأى مدير مكتب المتابعة الاجتماعية بمكةالمكرمة عبيدالله المسعودي أن العزاء أصبح عادة كأنه دين ويقضى، وطغى عليه البذخ والإسراف ودعوات عند المقبرة بأن «العشا على فلان وغداً على آخر» وعلى ذلك يجتمع الناس ويكلفون على أهل الميت بالاستعداد وتجهيز البيت أو المكان الذي يجتمعون فيه فينشغل بالضيافة وإكمال النقص على الرغم ان المفروض هو إطعام أهل البيت لانشغالهم بميتهم عن الطبخ والأكل. واستنكر التربوي نواف صالح هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، معتبرا أن العزاء اصبح تجمعا مرهقا ومكلفا على أهل الميت وفي الأصل ان التعزية هي التخفيف على اهل الميت بالكلام الطيب والمواساة لا بالتكلفة عليهم وهو أمر غير لائق ولا يتفق وديننا الإسلامي والذي يتخذ من الموت موعظة. من جهته، أشار مشهور الخزاعي من منسوبي مصلحة الزكاة والدخل إلى أن المجتمع المسلم يؤمن بالله وبقضائه وبقدره خيره وشره والواجب الاكتفاء بالتعزية حسب ما تيسر، فإن كان فالحضور أو الاتصال الهاتفي أو غير ذلك من وسائل الاتصال والتي تؤدي الغرض من مواساة أهل الميت في ما فقدوه دون زيادة على ذلك كما هو ظاهر الآن حيث يشتبه عليك هل هو حفل زواج ام عشاء. وأفاد أن الإسلام دين تفاؤل وعمل وقد أفضى الميت إلى ما عمل، فلا بد من مواساة أهله وفق السنة ودون تكلف خارج عن الهدي النبوي وهو الذي يعيد لأهل الميت معنوياتهم ويدفعهم للتفاؤل لا إلى المزيد من الحزن والأسى.