وهل العام الجديد بحلول شهر محرم المبارك. وهو أول شهور العام ، وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها بكتابه الكريم في سورة التوبة : ( إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم). وفي الشهر المحرم يفضل الإكثار من صيام النافلة فيما روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم. غير أن الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قط غير شهر رمضان. ويقول جمهور العلماء : فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في الشهر المحرم لا صومه كاملا. والذي يشدني لهذا الموضوع هو أن الغالبية من الناس يحل بها شهر المحرم وربما مر بها بكامله وهي تدري به رغم أن الشاعر قال من قديم: تمضي الليالي ولا يدرون عدتها ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم. هذا وفي شهر المحرم يوم معظم هو اليوم العاشر إذ جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان». وقال النبي صلى الله عليه وسلم : صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله أي هو عاشوراء. وقد روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا قالوا : هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال : فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه). فيا الله كما بلغتنا الشهر المحرم وفقنا لفعل الخيرات وصيام ما أمكن من أيامه وخاصة عاشورا يسبقه تاسوع فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لئن عشت من قابل لأصومن يوما قبله أو بعده).. السطر الأخير : «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب».