لم يتوقع بناة الحصون والقلاع التاريخية التي تزخر بها قرى محافظة ضمد بأن الآثار التي خلفوها والحضارة التي ابتدعوها ستتعرض للإهمال ويهددها خطر الزوال من الوجود، فرغم جمالها إلا أن «قلعة محبوبة» الشهيرة تعرضت للإزالة من قبل مواطن دون أدنى اهتمام لتاريخها العريق الضارب في القدم. وفي واقع ليس ببعيد ربما تلحق بها «قلعة الحمى» الشهيرة التي تعاني من الإهمال الشديد بعد أن تساقطت أسوارها وسرقت أحجارها المنقوشة بخط المسند الجنوبي في تاريخ يعود إلى حضارات ما قبل الإسلام. وفي هذا السياق، يقول حسن محمد سيد: تعرضت العديد من الآثار في قرى محافظة ضمد إلى التخريب والسرقات بعد أن غاب عنها الاهتمام اللازم من قبل الجهات المعنية فبدلا من أن تتحول مواقعها إلى أماكن ذات جذب سياحي تضم مختلف الخدمات إلا أنها بقيت على حالها كما هي دون تطوير يذكر. وتخوف من اضمحلال ثقافة المحافظة على الآثار والحصون والقلاع التاريخية لدى المجتمع المحلي، محملا الهيئة العامة للسياحة مسؤولية نشر الوعي بأهمية المحافظة على الآثار والعمل على إعادة ترميميها وبنائها على الشكل الأمثل وجعلها من المقاصد السياحية التي تستفيد منها المحافظة. وطالب بتسوير المواقع الآثرية لمنع المجهولين من سرقة محتوياتها التي تشير إلى حقب تاريخية وحضارات متعددة تعاقبت على المنطقة. وذكر محمد حيدر أن أهالي ضمد يشعرون بحرقة مريرة؛ نظرا لما يرونه من اندثار وسرقات تطال آثارهم وقلاعهم. وأضاف البقايا والأطلال أصبحت تستغيث بحماة الآثار والقائمين على البيئة حتى تظل تروى لأجيال الغد ما صنعه رجال الأمس وسط هذا الزحام المحموم نحو المجهول الذي يخشى معه أن تعز الذكريات بعد أن تصبح شحيحة وتصبح أحاديثها وصورها من أساطير الماضي. وطالب الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمحافظة على المواقع الأثرية وأن تعيد لها مكانتها في قاموس الذكريات بعد أن شوهت هويتها، والعمل على تأمين الحماية اللازمة لها لمنع ضعاف النفوس من نبشها وتخريبها دون أي مسؤولية تذكر. من جانبه، أوضح مدير فرع الرئاسة العامة للسياحة والآثار في منطقة جازان فيصل طميحي بأن النقوش المحفورة على الصخور والمدونة بخط المسند الجنوبي تعود إلى حضارات ما قبل الإسلام، وسيتم تأهيل المناطق الأثرية لتصبح منتجعات سياحية تتوفير فيها مختلف الخدمات بما يجعلها في المستقبل مسرحا نابضا لعشاق الرحلات من جميع أرجاء المنطقة.