السؤال هو: هل تختلف أخلاقيات العمل بين الدول؟ الاختلاف الثقافي موجود، لكن اليوم يمكن الفصل بين الصالح والطالح بسهولة لأن الفاسد مفضوح مهما تخفى خلف ستار الثقافه واختلاف القيم. ومعرفة القيم الإنسانية الأساسية عبر الثقافات والأديان والحضارات ومعظمها واحدة . ولن ندعي أبدا أن الإسلام هو المرجع الوحيد في ذلك وإن كان لنا هو المرجع الأساس لقناعاتنا. وحكى ابني بدر قصة لي وهو خبير في تاريخ أوروبا ومهتم بها وبالتاريخ بصفة عامة، عن طيار ألماني من الحرب العالمية الثانية في عام 1943، عندما كاد أن يدمر طائرة أمريكية من طراز (ب 17 إف) يقودها الطيار شارلي براون. وأصيب سبعة من الطاقم وتوفي أحدهم. الطيار الألماني فرانز ستيغلر لاحظ سوء الوضع ولكن أخلاقياته وماعلمه إياه مدربه الذي قال لهم كطلبة بأن لا يطلقوا النار على طائرة مصابة أو طيار يستعمل الباراشوت واعتبره ضد الشرف العسكري. وقال لهم: لو رأيتكم تفعلون ذلك لقتلتكم بنفسي. هذا الطيار الألماني حصل على 22 انتصارا باسمه ولو أضاف تلك الطائرة لحصيلته لحصل على وسام شارة الفارس. المهم أن هؤلاء التقوا أخيرا، وهم الطيار الألماني والطيار الأمريكي والسبعة المصابون من الطاقم العسكري. اليوم انتهكت قيم الإنسان، وأصبح العالم يعيش في صراعات أخلاقية واضحة. الظلم منتشر حتى في مجتمعاتنا وقطاع الأعمال ومجالات كانت منزهة مثل التعليم والطب والتجارة والمهن وحتى بإسم الدين. وأنا لا أقدم شيئا من عندي فالصحف مليئة بقصص يندى لها الجبين ممن يظلمون ويرتشون ومن يخطئون في حق الناس والضعفاء وهم في مراكز مسؤولية. كمن أعطى خادمته فواتير كهرباء على أنها شيكات بدل رواتب لصرفها في بلدها. وكذلك ضرب النساء الممنوع أصلا في الإسلام وفي أي تشريع. وظلم الناس لبعضهم البعض وتضارب المصالح وكأننا نفتح الباب لعذاب يعم ولا يخص كما ورد. ومن يتبرع بالملايين رياء وأقرباؤه يقفون على أبواب الناس يتسولون. ومرضى لا يجدون العلاج وهو يبعث بالغرباء لأحسن المستشفيات ويسكنون بالإيجار ولا يساعدونهم إلا بالقليل. والواجب مساعدة الأقرباء حتى الكفاف. إن تعزيز الأخلاقيات في وقت مبكر والتوعية وتطبيق مواثيق شرف مسؤوليتنا جميعا وكما علمنا ديننا الحنيف. والتشديد في العقوبة لمن يخالف. إن احترام حقوق الناس الأساسية في الحصول على العدالة في الخدمات الصحية، والتعليم، والأمن، والعيش في مستوى معيشي لائق بالإنسان يعتبر من أقل مايجب ومن الأساسيات. وكذلك مراعاة حقوق الطفل وتوفير أفضل فرص التعليم له. وحماية المرأة في القضايا الأسرية والطلاق والزواج. وينبغي دعم المؤسسات الوطنية الصالحة التي تضيف إيجابيا للمجتمع. العمل مع الحكومات والمشرعين لحماية بيئة الأسرة وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والمساجد أو المؤسسات الدينية. وتغذية وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام إيجابيا بما يحتاجه.. اللهم أغفر لنا إن قصرنا في حقوق من لهم حق علينا.