لم يكن عام 1435 عاما سهلا على الإطلاق على الأمة العربية والإسلامية، فقد عاش العالم من شرقه إلى غربه ومن جنوبه لشماله.. أزمات وأمواج عاتية متتالية ومتلاطمة، تختبئ وراءها ملابس وعمائم سوداء ملئية بالحقد والكراهية والتطرف، تتستر بالدين الإسلامي، والإسلام منهم براء.. يدعون إلى السلام وهو يحاربون الاستقرار في المنطقة ويبثون سموم الفتنة الطائفية والفكر الإرهابي المتشدد، حيث أصبحت الجماعات الإرهابية تأتمر بإمرتهم والأنظمة الاستبدادية تطأطئ رأسها لهم، لبث الفتنة والكراهية في جسد الأمة، وتخريب مقدراتها ومكتسباتها عبر التدخل في شوؤن الدول العربية تارة وبث سموم الفتنة الطائفية ودعم أنظمة قمعية تقتل شعبها من أجل الاستمرار في السلطة. عام مضى أقل ما يوصف به أنه استثنائي من حيث أحداثه وأزماته التي ترواحت بين الصدمات والهزات والتدخلات في شؤون بعض الدول العربية وتمدد إرهاب داعش الظلامي المتطرف واستمرار المطالب المشروعة لقضايا جوهرية أساسية للأمة. لقد أسدل عام 1435 أستاره والذي تصدرت إيران فيه المشهد السياسي من حيث تدخلاتها في شؤون بعض الدول العربية من سوريا إلى العراق إلى لبنان وليس أخيرا اليمن.. هذا هو ديدن إيران الداعمة للنظام الأسدي الهمجي والمنظرة لسياسات ميليشيات حزب الله والمالكي والحوثي. غدا يطل العام الهجري الجديد والأنفس مسكونة بين الخوف والشك والتوجس، من هذه الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران والتي تريد تحويل المنطقة إلى ساحة حرب طائفية.. ومن التنظميات الإرهابية وعلى رأسها داعش التي تعيث في الأرض السورية والعراقية الفساد.. وبين الطمأنينة واليقين والآمال والطموحات المستقبلية بإرساء الأمن وقطع دابر الفتنة في ظل وجود دول صدقت ما عاهدت الله عليه، حيث تتصدر المملكة هذه الدول باعتبارها داعمة للسلام والأمن في المنطقة.. المملكة التي تعتبر واحة السلام وبلد الحرمين الشريفين ومنارة الوسطية والاعتدال التي تدلف باتجاه العام الجديد بخطى واثقة وهي مؤمنة برسالتها وسياستها الداعمة للحقوق العربية والإسلامية المشروعة باعتبارها القلب النابض للأمة الإسلامية، وتسلحت بمزيد من التلاحم والثقة بين القيادة والشعب والعزيمة والإصرار على لجم الإرهاب ومنع أي تدخل في شؤوننا الداخلية وقطع يدي المعتدي، فأمن المملكة خط أحمر.. إن شعوب الأمة تعايش لحظات اليوم الأول من العام الجديد وتتطلع إلى أن يعم الأمن والسلام الاستقرار والتعايش السلمي والتسامح ورفض الأفكار الهدامة والفتن والتحريض والكراهية، واستبدال لغة الدمار والحروب والإقصاء والعنف والتعصب والتطرف والتشدد والتخريب، بلغة السلام وتعزيز قيم التسامح، لأننا اليوم أحوج ما نكون إلى ثقافة السلام والأمان والاستقرار والتسامح ورفض الإرهاب والتطرف والوقوف صفا واحدا أمام الأنظمة القمعية الطائفية والميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي ترغب في تمزيق وحدة الأمة والقضاء على ثقافة التسامح وتشويه صورة الإسلام السمح الذي يدعو للوسطية والاعتدال ورفض لغة النحر والفتن والتشرذم.