ما بين إرهاب داعش في سورية والعراق، وإرهاب الأسد ضد مواطنيه، وإرهاب الفكر الطائفي الإيراني المقيت المتمثل تارة بحزب الله في لبنان، وتارة أخرى بالحوثيين في اليمن، وما بينهما ممارسات المستغلين لظروف العراق، حالة تطابق وتناسخ. فإن كان الداعشي يقطع رؤوس البشر، فإن أصحاب الفكر الطائفي المحسوبين على إيران لم يكونوا أرأف بالأعناق، إن في سجن أبو غريب، أو في الفلوجة، أو في بيروت عام 2008، أو في اليمن. إن العالم بأكمله مطالب، وبشكل ملح، بأن يقول كلمته بشكل واضح وصريح ضد الإرهاب بوجهيه، إن كان داعشيا أو إيرانيا طائفيا، فالجور والظلم والإرهاب والتشدد والطائفية لها هوية واحدة، والحرب على التطرف حرب واحدة وتحت سقف واحد، وهو سقف الحق، وأي تصنيف خارج هذا السياق ملهاة وإنتاج لظلم جديد. الائتلاف الدولي مستمر في ضرباته ضد التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية، ولن تنتهي هذه المعركة إلا باجتثاث الإرهاب الداعشي والأسدي في سورية والعراق، والطائفي في إيرانولبنان واليمن، فالخطر كبير، والتحدي أكبر، لكن الأمم والبشرية تصنع تاريخها في أوقات التحدي. ومهما طال الزمن، فإن الإرهاب والفكر الطائفي إلى زوال؛ لأن المجتمع العربي والإسلامي يرفض هذا الفكر المتشنج، ويؤمن فقط بقيم التسامح والوسطية والاعتدال وفهم ثقافة الآخر، ولأن الدين الإسلامي دين السماحة واليسر ونبذ الإرهاب والتطرف، وسينتصر التسامح على التطرف.