نوه عدد من المعوقين بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام كبير بفئة المعوقين من أبناء الوطن وتوفير كل ما يحتاجونه، غير أنهم شكوا في ذات الوقت من الضوابط والتصنيفات الجديدة التي وضعتها وزارة الشؤون الاجتماعية وتسببت في حرمان البعض من الحصول على الإعانة المستحقة لهم جراء إعاقاتهم. وقالوا في حديثهم ل(عكاظ) قبيل يوم واحد من افتتاح المؤتمر الدولي لرعاية المعوقين، إن من أهم هذه العوائق عدم شمول أي شخص معوق يتقاضى راتبا شهريا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال بنظام إعانات التأهيل، وكذلك عدم صرف الإعانة لمن يتجاوز عمره 45 سنة، بحجة إدراجه ضمن مستفيدي الضمان الاجتماعي، مع أن النظام يسمح باستلام إعانتين في وقت واحد، كما أن التصنيف الأخير حرم بعض أصحاب الإعاقات والأمراض من استلام أي إعانات أو مساعدات، فيما خفضت مبالغ بعض إعانات المسجلين والمتقدمين الجدد عما كانت عليه سابقا، فضلا عن حرمانهم من المزايا المخصصة لهم كتحمل رسوم التأشيرات وغيرها ومزايا التخفيضات في بعض الجهات. وأكدوا أن ما يتقاضونه من رواتب لدى أي من القطاعين العام والخاص لا يفي بتكاليف متطلبات الإعاقة وما يترتب عليها، فكيف بمواجهة أعباء الحياة العامة والمعيشية اليومية. وطالب المتحدثون وزارة الشؤون الاجتماعية بالنظر في المطالبات الملحة التي يتقدمون بها لديها، مشيرين إلى أن معظم مطالباتهم لا تجد التفاعل المطلوب. ومن هذه النماذج فارس حمدي (طالب جامعي يعاني من الأنيميا المنجلية)، يقول: «نظرا لظروف أسرتي لجأت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بحكم أني مولود بهذا المرض، ولكني فوجئت بأن إعاقتي ليست ضمن تصنيف الإعاقات الأخير، وبالتالي حرمت من الإعانة ومن مكافأة ال3 آلاف ريال التي تصرفها الجامعة للمعوق بناء على ما يصلها من الشؤون الاجتماعية». ويضيف علي الشلهوب (موظف بجمعية خيرية المعاق) أن الأعمال التي يحصل عليها المعوق بسبب وضعه الصحي لا يتجاوز راتبها أربعة آلاف ريال، ومع غلاء المعيشة الحالي يعاني المعوقون كثيرا في تلبية تكاليف الحياة، ومع ذلك فإن نظام وزارة الشؤون الاجتماعية يحرمنا من الإعانة بمجرد التوظيف، كما أن الوزارة حددت للمعوق عمرا معينا لا يتجاوزه، لماذا نحرم من الإعانة بعد سن 45 عاما. بدوره يقول محمد علي: الوزارة تصرف إعانة محددة للأسرة دون تحديد لمستوى المعيشة، فبعض الأسر تكون قادرة على تحمل تكاليف احتياجات ابنها المعوق، فيما الأخرى لا تستطيع تلبية كل احتياجاته من كراسي للمعوقين ومواد طبية وغيرها من الإعانة المحدودة التي تتوقف بمجرد توظيفه رغم محدودية رواتب المعوقين، وهكذا يجد المعوق نفسه عالة على أسرته طوال عمره. وفي ذات الاتجاه تقول هند مجلي (معوقة): المعوق يحتاج طوال حياته إلى كراسي وأجهزة طبية تعينه على تدبر شؤونه، وتقوم الوزارة بصرف هذه الاحتياجات بعد 6 أشهر أو أكثر، فهل يستطيع المعوق أن ينتظر كل هذه المدة بدون كرسي أو جهازه الطبي، الذي هو بمثابة طرفه الحقيقي، كما أنه يحتاج للإعانة طوال حياته، خصوصا بعد سن (45).