في وقت تظل الأجيال تتوالى على مبان مدرسية مستأجرة في قرية الباحر بمحافظة صبيا، وتخرج الكثير من الدفعات، مازال حلم المجمع التعليمي للبنين، محلك سر، معلنا رسوبه في التعثر منذ ثماني سنوات. وأنهكت المراجعات الأهالي ذهابا وإيابا على المسؤولين لعلهم يغيثونهم من طول الانتظار، خاصة أن المباني المستأجرة لا تفي بالغرض لا تعليميا ولا تربويا ولا حتى في المهارات الرياضية للأبناء، ولكن لا حياة لمن تنادي على حسب وصف أحدهم، والذي يعتبر مرور كل هذه المدة على المجمع المتعثر دون أن ينظر أحد لحالهم لا يعني إلا موتا وغيابا متعمد للمشروع. واعتبر الأهالي أن إدارة تعليم صبيا أحبطت أمنياتهم وأحلامهم، مطالبين بسرعة سحب المشروع من المقاول وإنجازه في أقرب وقت، متذمرين من توقف المشروع منذ ذلك الحين في ظل صمت إدارة التربية والتعليم بالمحافظة. وقال كل من نايف علي ومحمد خليل إن المبنى قائم بهيكله الذي للأسف لم يكتمل، وأي عمل يفيد بإنجاز المشروع قد توقف منذ تلك الفترة وأصبح المبنى خاويا مخيفا تسكنه الكثير من القوارض والحشرات الزواحف، والغريب في الأمر أن هذا المشروع كان الحلم الذي انتظره جميع الطلاب والأهالي ليكون أول مبنى مدرسي حكومي بشكل رسمي بدلا من المدارس المستأجرة غير المهيأة التي تنتشر في القرية. واستغرب الأهالي الإهمال لهذا المبنى في الوقت الذي تقدم الوزارة جهودا كبيرة في تحقيق وإنجاز مشاريع التعليم بصورة سريعة ومتكاملة من أجل تعليم أفضل، معتبرين التقاعس بالطبع لا يهمش دور الوزارة، لكنها يبدو أن التقارير التي ترفع لها تشير إلى اكتمال كل شيء، فيما المشروع متعثر. ويأملون من الجهات المعنية ذات الاختصاص الإسراع في إنهاء المشروع مهما كانت الأسباب في توقفه والعمل على تجهيزه بالشكل المرسوم له من قبل الوزارة مع محاسبة المتسبب في تعثره. وأوضح حسن بحاري أنه لايزال الغموض يكتنف مسببات تعثر المجمع التعليمي في الباحر حتى حينه، مشيرا إلى أن المباني المدرسية الحكومية أفضل تربويا وتعليميا لأبنائنا، ولكن تأخر الإنجاز في مبنى مدرسة الباحر تجاوز الثماني سنوات وأخر الاستفادة من المبنى. وأضاف: فرحنا واستبشرنا خيرا مع بداية انطلاق المشروع، ولكن سرعان ما تبددت فرحتنا إثر تأخر المقاول للمشروع وتعثره. واعتبر الأهالي مرور ثمانية أعوام على عدم استكمال تنفيذ مشروع حلمهم المنتظر يجعل المبنى ضمن المشروعات المتعثرة التي يجب على تعليم صبيا أن يجد حلا عاجلا له، مطالبين بسرعة إنهاء المشروع خاصة في ظل المخاوف من تزاحم المدارس حاليا بكم من الطلاب في مبناني مستأجرة في ظل خوف متواصل من أولياء أمور الطالبات بحدوث ما لا تحمد عقباه. «عكاظ» هاتفت المتحدث الإعلامي في إدارة التربية والتعليم بصبيا محمد عطيفه الذي قال إنه تمت مخاطبة الجهات المسؤولة لمعرفة أسباب تعثر المشروع التعليمي.