ما الذي يحدث ؟ لم نكد نفيق من فاجعة سقوط طفل ووالده في حفرة صرف صحي في شارع التحلية بجدة، حتى توقف الدم في عروقنا ونحن نقرأ خبر نجاة الطفل فارس ابن الخمس السنوات من السقوط في حفرة صرف صحي مكشوفة أخرى في شارع التلفزيون جنوبجدة أيضا، أنقذه والده في اللحظات الأخيرة من على فوهة الحفرة المكشوفة في مكان يرتاده الناس باستمرار «حسب والد الطفل كما يقول الخبر». والأدهى والأمر، أن الناطق الرسمي بالدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة أكد على أن مندوب السلامة من الدفاع المدني وقف على نفس حفرة الصرف الصحي المكشوفة ضمن بلاغ تقدم به مواطن لغرفة العمليات وتم استدعاء مندوب من بلدية الجامعة وعمل محضر مشترك بتسليم الموقع للبلدية لإزاحة الخطر يوم السبت الماضي، أي بعد حادثة التحلية ب 48 ساعة !!. كم شخص يجب أن يموت، قبل أن يتم اتخاذ قرار حاسم من المسؤول لمعالجة جذرية تقضي على المشكلة من أساسها؟!. ما الذي تنتظره أمانات المناطق والبلديات وشركة المياه لإغلاق هذه الحفر المكشوفة ؟! وما الذي يعوقها عن توفير أغطية قوية بمواصفات عالية لا تنكسر أو تتلف بسهولة ؟!. وما الذي تفعله فرقها الميدانية التي تجوب شوارع كافة مدننا يوميا للنظافة ؟! أليس من واجبها أن تبلغ عن مثل هذه الحفر المكشوفة أو أن تكلف برصدها طالما أنها تقع ضمن مهام عملها ؟! عندما تتسرب من منزلك بضع قطرات مياه في الشارع لا تدري من أين باغتك مراقب البلدية وسجل لك مخالفة وأقفل العداد حتى تدفع الغرامة، ما الذي يمنع هذا المراقب من رصد هذه الحفر طالما هو قادر على التواجد الفوري والمفاجئ قبل جفاف الماء المتسرب، من أن يرصد هذه الحفر ؟! ونحن على استعداد تام بأن ندفع أي غرامة مناسبة تكون أقل من أرواحنا. بالتأكيد لا أحد منا يريد أن تكون خاتمة حياته وأحلامه في حفرة صرف صحي، وليست هذه هي ذكرى الرحيل التي يريدها لنا أحبتنا، أو نريدها لهم، نريد أن تكون رائحتها أزكى من هذا، والله الموفق.