قدر مختصون عائدات هدايا الحجاج من مكةالمكرمة لدى مغادرتهم لها بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج بأكثر من ملياري ريال. وتشهد محلات بيع الهدايا بمكةالمكرمة هذه الأيام إقبالا كبيرا من الحجاج العائدين إلى أوطانهم، ويختلف الحجاج في اختيارهم لنوعية هداياهم وإن كانت في الغالب رمزية ذات دلالات مكانية وزمانية تعبر عن رحلة العمر إلى الديار المقدسة. ورصدت جولة «عكاظ» أن السبح ومجسمات الحرمين والسواك والعطور والبخور والأقمشة وسجادة الصلاة واللوحات القرآنية، تمثل أغلب الهدايا التي يطلبها الحجاج، إضافة لإكسسوارات الأطفال والتمور وماء زمزم ونسخ من المصحف الشريف من طباعة مجمع الملك فهد والمصحف المسجل بصوت أشهر القراء وخاصة أئمة الحرمين وكتب العلوم الشرعية. وتختلف اهتمامات الحجاج باختلاف جنسياتهم حيث يركز الإيرانيون على الذهب والسبح والمجسمات الصغيرة التي تحتوي صورا للكعبة المشرفة والمدينةالمنورة، أما مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي فيحرصون على اقتناء السجاد الفاخر وسبح الكهرمان والأخشاب الثمينة والخواتم الفضية المرصعة بالأحجار الكريمة مثل العقيق والفيروز والزمرد واللازورد. ويحرص الحجاج الإندونيسيون على شراء كميات كبيرة من الهدايا ويأتي بعدهم الأتراك، فيما يهتم أغلب الحجاج الماليين والنيجيريين بشراء أطباق وأجهزة الاستقبال الفضائي وقطع غيار للسيارات وتعد أمتعتهم الأكثر وزنا والأكبر حجما من بين الحجاج عند المغادرة. ويقبل حجاج جنوب أفريقيا وأوروبا على شراء غطاءات الرأس الملونة مثل الغتر، ويرون أن غترة الأماكن المقدسة أغلى هدية يفتخر بها المسلم، فيما يقبل الحجاج المصريون على اقتناء الأجهزة الكهربائية مثل التلفزيون. ويحرص الحجاج على حمل هدايا سواء من مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة رغم مشقة حملها ونقلها. وأنتجت شركات الهدايا نوعيات من المجسمات أو الهدايا المغلفة في علب فاخرة تمثل الكعبة والأماكن المقدسة بقيمة مناسبة لا تتجاوز عشرة ريالات للمغلف الواحد، وتتصدر المسابح والسجاجيد والخواتم الفضية والذهب وصور المسجد الحرام والمسجد النبوي والكعبة المشرفة السلع الأكثر جذبا للحجاج وزوار مكةالمكرمة الذين يحرصون على اقتنائها والعودة بها الى ديارهم لتقديمها كهدايا لذويهم. وبسبب زيادة اقبال الحجاج على الهدايا تتحول غالبية المحلات التجارية في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج إلى محال تزاول نشاطا مؤقتا يتخصص في بيع الهدايا التعبيرية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة رغم أنها في الأغلب تكون مستوردة وليست منتجة محليا.