جاء منح جائزة نوبل للسلام مناصفة للفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي والهندي كايلاش ساتيارثي «لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم أمس في أوسلو، في الوقت الذي تشهد الحدود الهنديةالباكستانية وتحديدا الجبهة الكشميرية حربا غير مسبوقة راح ضحيتها حتى الآن العشرات في أسوأ مناوشات بين القوتين النوويتين منذ أكثر من عشر سنوات». وملالا يوسف زاي التي استهدفتها حركة طالبان لعملها من أجل حق تعليم البنات، ناشطة في حق التعليم للبنات في العالم. وهي في سن السابعة عشرة وتعد أصغر حائزة على الجائزة خلال 114 عاما من تاريخ منحها ساهمت مساهمة فاعلة في إرسال رسالة للعالم حيال حرص باكستان على نبذ الإرهاب والتطرف وتعزيز قيم التسامح والوسطية ونجحت في تحقيق ذلك عبر حصولها على جائزة نوبل للسلام في هذا العام ولكن بمحض الصدفة تقاسمتها مع الهندي كايلاش ساتيارثي (60 عاما) الأقل شهرة الذي قاد تظاهرات ضد استغلال الأطفال، كانت كلها سلمية حسب «مبادئ غاندي» وهو مهند كهرباء أسس «حركة إنقاذ الطفولة» في إشارة إلى أن على صناع القرار في الهندوباكستان أن يفهموا أن الحرب لن تحل المشاكل العالقة بين البلدين وإنما الحل يكون عبر الحوار الذي سيقود إلى السلام بين الهندوباكستان. ومن المؤكد أن ملالا التي كانت بمدرستها عندما أعلن نبأ منحها الجائزة في برمنغهام وسط إنجلترا، ستستمر في جهودها في إبراز قيم السلام ولكن هذه المرة مع الجارة الهند خاصة أنها أصحبت الآن شخصية عالمية في مقتبل العمر وصوتها سيكون مسموعا. وفور إعلان فوزها وجه لها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف رسالة «لتهنئتها» معتبرا أنها «مصدر فخر لباكستان والباكستانيين» بسبب «نجاحها غير المسبوق». وقال شريف في بيان بعدما رأس اجتماعا للجنة الأمن القومي إن اللجنة أكدت على أن كل طرف يدرك قدرات الآخر. الحرب ليست خيارا، في رسالة واضحة أن إسلام آباد ترغب في السلام وليس الحرب مع الهند. لقد أصبحت ملالا يوسف البالغة من العمر (17 عاما) أصغر الحاصلين على جائزة نوبل للسلام على الإطلاق، وبالنسبة لملالا يوسف، فإن الطريق إلى نوبل بدأ بمحاولة اغتيال نفذتها طالبان ضدها حيث كانت تدافع عن حق الفتيات في التعليم في بلادها وتعارض صراحة المتطرفين في بلادها. نجم ملالا بدأ في الظهور عندما وقعت على مدونة على موقع «بي بي سي» انتقدت فيها تجاوزات طالبان فى إقليم سوات.. لكن الصعود العالمي كان في عام 2012 بسبب فظاعة محاولة متطرفين اغتيال طفلة فقط لمجرد مطالبتها بحق تعليم الفتيات في بلادها، لتتحول إلى بطلة عالمية حيث حظيت بالإشادة من كافة أنحاء العالم. ملالا التي ترشحت لجائزة نوبل للسلام العام الماضي ولم تنجح في الحصول عليها.. هل ستنجح في إطلاق عملية السلام مع الهند؟، خاصة بعد إشارة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الإيجابية أن الحرب مع الهند ليست خيارا.. وإنما الخيار الحقيقي هو السلام.