ما إن تتجه شرقا من مركز الحقو إلى محافظة هروب حتى تلفت انتباهك الأدخنة المتصاعدة التي تنبعث من مرمى بلدية هروب، وأحيانا تحجب الرؤية عن سالكي الطريق، حيث تذمر عدد من أهالي القرى المجاورة من روائح وأدخنة المرمى التي تتسبب في أضرار على الصحة والبيئة. ويعاني سكان قرى القوام واللصبة والبردة والرس والسود والمبروق التابعة لمركز الحقو ومحافظة هروب، المجاورة للمرمى، من إنشائه حيث يسبب لهم مخاطر صحية، وكثرة إصابة أبنائهم بالربو؛ ما جعل كثيرا من أهالي القرية والقرى الأخرى يتركون منازلهم، وينتقلون إلى قرى أبعد، حرصا على سلامة أبنائهم. كما تقدم الأهالي بشكوى إلى محافظ هروب ورئيس مركز الحقو بهذا الخصوص، مؤكدين أنهم لم يروا حلولا، وما زالت المعاناة مستمرة. وقال محمد العقيد أحد سكان الحقو إن بلدية محافظة هروب وضعت مرمى لنفايات بالقرب من مركز الحقو تاركة هذا المرمى دون متابعة أو رقابة أو حراسة مما أدى إلى دخول مجهولي الهوية والقيام بإحراق الأدوات الموجودة هناك، ما تسبب في وصول الأدخنة إلى القرى القريبة من المرمى خاصة قرية اللصبة والقوام والقرى المجاورة لوادي شهدان. وأضاف عيسى العزي أحد سكان محافظة هروب أن الدخان المتصاعد الذي تخلفه الحرائق من قبل أشخاص يبحثون عن الحديد تسببت في أزمة ربو ومشاكل صحية للسكان القريبين. وأضاف أن السياج المتواجد من أجل رسم حدود المرمى لا يفي بالفائدة حيث إن الهواء والرياح تخرج النفايات مما أدى إلى انتشارها في الطرق والأراضي القريبة. وكشف مصدر مسؤول ل«عكاظ» أنه يجري حاليا رفع معاناة الأهالي من أثر الأدخنة والروائح المنبعثة من مرمى البلدية، إلى إمارة منطقة جازان؛ لإيجاد حلول جذرية للمشكلة. وقال المتحدث الإعلامي بأمانة جازان طارق الرفاعي إن مرمى البلدية يقع بعيدا عن القرى التابعة للمحافظة وهو يقع على مساحة كبيرة، مضيفا أن المرمى مقام عليه سور شبك وموزع على شكل خلايا للنفايات وتوجد له بوابة تفتح الباب لتنزيل النفايات وتغلق عند خروج سيارة النظافة، مشيرا إلى أن الحرائق سببها العبث بالمرمى من قبل ضعاف النفوس والمجهولين.