قبل ساعتين فقط من تحقيق العداء البطل يوسف مسرحي أول ميدالية ذهبية سعودية في دورة الألعاب الآسيوية، كنت أتأمل جدولا ملونا في إحدى الجرائد يضم ترتيب الدول الآسيوية الحاصلة على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، وللأسف الشديد لم تكن السعودية موجودة في القائمة؛ لأنها لم تحصل حتى على برونزية في أي لعبة، تذكر ما شئت من الدول الآسيوية: الكبيرة والصغيرة، الغنية والفقيرة، والبعيدة والقريبة، وستجدها في الجدول الملون الأنيق والمزين بشعار الدورة باستثناء السعودية، أي أننا بكل منشآتنا الرياضية وتجهيزاتنا المليارية وطواقمنا الإدارية وزحمتنا غير الطبيعية أضعف رياضيا من دولة مثل فيتنام!. وللتذكير.. نحن هنا لا نتحدث عن دورة الألعاب الأولمبية التي يفترض أن يكون لنا فيها نصيب معتبر من الذهب والفضة، بل عن دورة الألعاب الآسيوية، أي أن رياضتنا تعتبر ضعيفة حتى حين تقارن بقارتها الآسيوية التي تضم العديد من الدول الفقيرة ومحدودة الإمكانيات، والتي حقق رياضيوها إنجازات أفضل من الرياضيين السعوديين؛ لذلك يمكننا أن نقول بكل أريحية أن ذهبية مسرحي جاءت لتنقذ ما تبقى من ماء وجه رياضتنا في الهواء الآسيوي الطلق!. لقد أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء 11 مدينة رياضية على غرار مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة دعما للشباب وللحركة الرياضية السعودية، وقبل ذلك وبعد ذلك أنفقت الدولة بسخاء دعما للرياضة والرياضيين، وشيدت العديد من المدن الرياضية وفق أحدث المقاييس العالمية، كل ذلك يضعنا في مضمار الملعب الخالي من اللاعبين، فتتسابق الأسئلة لتقفز فوق الحواجز: هل الحركة الرياضية السعودية تستحق هذا الدعم ما دامت عاجزة عن تحقيق الإنجازات التي تليق بمكانة بلادنا وإمكانياتها؟، متى سوف يكون رياضيونا بقدر التحدي؟، هل القيادة الرياضية الجديدة تملك خطة عاجلة للخروج من دائرة الإخفاقات؟، ماذا ستفعلون بالملاعب العملاقة إذا لم يحضر اللاعبون؟، متى يتم استغلال المال استغلالا صحيحا ويتم القضاء على الأجواء التي تتسبب في ابتعاد المواهب الحقيقية؟. أسئلة تتسابق في المضمار الطويل ثم تغير طريقها باتجاه المدرجات حيث الجمهور الذي تعطش للإنجازات حتى أعياه التعطش فخرج من الملعب ليبل ريقه بزجاجة كولا، أسئلة تتفرق في المدرجات الخالية: ما الذي سوف يحدث حين نذهب إلى دورة الألعاب الأولمبية القادمة؟، هل سيعتلون منصات التتويج ويرتفع العلم الأخضر مع كل إنجاز يحققه أبناء البلد، أم سيصور الرياضيون والرياضيات أنفسهم (سلفي) أثناء مرورهم بالملابس الوطنية في حفل الافتتاح؟، هل سيصل منتخبنا إلى كأس العالم القادمة، أم أن لاعبي الأخضر سوف ينافسوننا على مقاعد المتفرجين؟.