دعا الرئيس اليمني المتمردين الحوثيين أمس إلى الانسحاب من صنعاء متهما إياهم ضمنا بعدم احترام اتفاق السلام. وقال بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الجمهورية إن «تطبيق هذه الاتفاقية هو الاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها ومناطقها وفي مقدمة ذلك صنعاء وتسليم كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة». وأضاف هادي أن تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر، لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع. وتابع، أتساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة فَكيف يمكن أن يكون الفساد والتخريب؟ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتهك حرمات البيوت ويهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها. لكنه رغم ذلك دافع عن اتفاق السلام الموقع مع الحوثيين من دون أن يفصح عن أسباب سقوط العاصمة دون مقاومة.. قائلا «لقد خذلنا من قبل من لم يعرفوا أبدا في الوطن سوى مصالحهم». من جهة ثانية،أكدت مصادر رئاسية ل«عكاظ» أن المشاورات لاتزال مستمرة لتسمية رئيس الوزراء خاصة بعد إصرار الحوثيين بتسمية مرشحهم البروفيسور وديع الحمادي، كما أن حزب المؤتمر يضغط لتعيين أحمد مطهر نائب وزير التعليم العالي كرئيس للوزراء. وأوضحت المصادر أن أحمد محمد لقمان المرشح المستقل من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي وخالد نشوان المرشح من أحزاب التحالف الوطني لايزالون في منافسة الأطراف السياسية التي تصر على تكليف أحد منهما لتشكيل الحكومة، مبنية بأن المشاورات لاتزال جارية، مرجحة بأن يتم تسمية أحمد محمد لقمان لرئاسة الحكومة. وكان قيادي حوثي قبل اجتياح صنعاء قد أوضح ل«عكاظ» أن تشكيل الحكومة قد يأخذ فترة من الخلافات وقد يكون هو الفيصل في حالة حصلت ضغوطات تمرر الجرعة (خفض الأسعار)، في حين تخشى مصادر سياسية أن يقدم الحوثي على صنع الخلافات في أوساط الأقطاب السياسية بغية السيطرة على العاصمة صنعاء بشكل كامل بما فيها رأس الدولة خاصة بعد تلميح قيادات حوثية إلى إمكانية دخول عبدالملك الحوثي صنعاء. من جهته أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر أن اتفاق «الشراكة والسلم» أفضل طريقة للتجاوب مع التحديات الجديدة على الساحة اليمنية. وأضاف بنعمر في حوار مع قناة روسية الخميس أن الوضع في اليمن معقد والعديد من المناطق خارج سيطرة الدولة، وأن «الحوثيين المسلحين احتلوا مرافق حيوية ومؤسسات، سيما المطار». وأشار إلى أنه تم نهب مخازن الدولة من الأسلحة، من بينها أسلحة ثقيلة. وأكد أن دور الأممالمتحدة في اليمن هو دور داعم للعملية السياسية والمساعدة على حل الخلافات العميقة وانعدام الثقة بين الأطراف السياسية في البلاد.