قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد، في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام، إن انتصار الإسلام يكمن في ظهور شعائره وبتوحيد الله وعبادته وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وعمارة المساجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعمارة الحرمين الشريفين للحجاج والعمار والزوار والطائفين والقائمين والركع السجود. وأضاف أن مسؤولية المسلم أن يتأكد أنه سائر على الجادة وعلى نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي دل عليه بقوله من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي، وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور. وأضاف فضيلته أن الأمر لله من قبل ومن بعد، ونحن عبيد لله سبحانه ونتقرب إلى الله في العبادة والزلفى إليه مؤمنين موقنين بأن الأمر كله لله يخفض ويرفع ويعطي ويمنع ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويغفر لمن يشاء وهو المقدم والمؤخر لا إله إلا هو، وإذا فقه المسلم إلى ذلك، فإنه لن يستكين أمام ضغوط الظالمين ومساوماتهم واستعجال الأتباع وعدم صبرهم ساعين إلى لغة المكاسب، وهي ليست مكاسب، ولكنها أشبه بالمسكنات، وعدا ما قد يبتلى به من بعض التنازلات لقوله تعالى (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى وبالحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن الانتصار هو انتصار الدين وليس انتصار الأشخاص، وهو انتصار المبادئ والقيم والعقائد الحقة. وتابع: «أما تقدم السلطان المادي والقوة المادية عند أهل الحق، فلا يعني الهزيمة ولا عدم الظهور، بل الظهور والغلبة والانتصار هو للقضايا والمبادئ وللصابرين وللشهداء، والمؤمنون مؤتمنون على دين الله»، كما دعا إلى البعد عن التحزب وتفريق المؤمنين وتنابذ القلوب. وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبته، عن الحج، مؤكدا أنه من أعظم التجمعات السنوية للمسلمين، حيث يلتقون على صعيد واحد وبلباس موحد، يتعارفون ويتآلفون بقلوب تملؤها السكينة، مبتعدين عن الجدال المفضي للتنازع؛ لأن الحج مضنته، فيما ناشد عموم المسلمين أن يتدارسوا أسباب الفرقة والاختلاف فيسعوا لعلاجها، مشددا على أن كل معضلة حلها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى مكانة الحج وعظيم أجره، وأنه يهدم ما قبله من الذنوب والمعاصي. كما تحدث فضيلته عن فضل عشر ذي الحجة مرغبا المسلمين في اغتنامها بالذكر والصيام والصدقة وسائر الطاعات.