رفض المشرف العام الجديد على المنتخبات السعودية الدكتور عبد الرزاق أبو داوود الغمز واللمز في علاقته برئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، مؤكدا على أن محاولة الزج بالعلاقات الشخصية في العمل ليست سوى سلاح للضعفاء الذين يحاولون التشويش على العمل والإضرار به، مؤكدا أنه يتشرف بخدمة الوطن من أي موقع، ورافضا تسمية قبوله بالمهمة الجديد بالمغامرة، وتناول في حديثه ل «عكاظ» ما يدور حاليا بين اتحاد القدم والجمعية العمومية، واصفا إياه بالطبيعي الذي يحدث في مختلف الدول، متطرقا لجملة من المواضيع تطالعون تفاصيلها فيما يلي: توليتم الإشراف العام على المنتخبات الوطنية أخيرا، ألا ترى في ذلك مغامرة خاصة في ظل هذه الظروف التي يمر بها المنتخب الوطني؟ - أنا رهن الإشارة في خدمة بلدي من أي موقع وأتشرف بهذه المسؤولية وأثق بأنني سأجد كل الدعم والتعاون من كافة شرائح الرياضيين، وسنعمل على إعادة هيبة الكرة السعودية والصعود بالمنتخبات إلى منصات التتويج الإقليمية والقارية وإعادة البسمة للجمهور السعودي، ولا شك أنها مهمة صعبة وتتطلب منا جهدا كبيرا، لكنني لا أملك عصا سحرية ونحن نأمل التعاون وبذل الجهد من الجميع، فالكرة السعودية تمر بواحدة من أصعب مراحلها، لذا نحن مطالبون بالعمل كمنظومة عمل متكاملة لا هم لها إلا هدف واحد وهو إعادة الكرة السعودية للواجهة بحول الله، وواثقين بتجاوز هذه المرحلة الصعبة. هذه المهمة كان من المفترض أن تسند لكم منذ وقت سابق، ولكن تأخر أكثر من 3 أشهر لماذا برأيك؟ - لا توجد هناك أسباب معينة، كل ما في الأمر كان هناك تنسيق معين وتوجه لإعادة ترتيب إدارة المنتخبات بشكل مدروس، لا سيما أن أحمد عيد ذكر بأن أعماله وانشغالاته وارتباطاته الكثيرة أصبحت عبئا، وبالتالي لم تعد لديه فرصة للقيام بدور الإشراف على المنتخبات في ظل المشاركات المتوالية للمنتخبات الوطنية التي تتطلب وجود مشرف يملك الوقت والجهد لتفعيل المهمة، وأراد أن يترك الإشراف على لجنة المنتخبات لمن هو متفرغ لهذه المهمة، فاقترحوا الأعضاء ترشيحي كخيار أول وكانوا ينتظرون مني الموافقة في ذلك الوقت إلا أني وجدت أن الوقت غير مناسب وتم التنسيق مع مجلس الإدارة واتفقنا على التريث حتى يكون القرار في الوقت المناسب وقد رأى المجلس هذا الوقت بأنه مناسب وتم الإعلان عنه. هل صحيح أن القرار تم حجبه في ذلك الوقت؟ - لا أعلم عن ذلك ولا أعتقد بأنه صحيح ولم ألمس ذلك، لأن الأمر كان في إطار التشاور واتفقنا جميعا على تأجيله لحين الوقت المناسب، كما لا يوجد تأخير يستدعي كل هذا التساؤل بقدر ما هو ترتيب معين واختيار للوقت المناسب، الأمر الآخر.. أنا لم أسع وراء هذا المنصب أو غيره حتى يكون هناك احتمال دخول أطراف لمنعه وإنما كان رغبة أخواني وثقة مجلس إدارة اتحاد الكرة بي والتي أحب أن أشكرهم. كيف ترى المنتخب السعودي وما مدى رضاكم عنه؟ - كلنا نتفق بأن المنتخب السعودي لم يعد كما كان بحضوره المعتاد الذي كان عليه في الفترة السابقة، فهو لا يزال يبحث عن ذاته، بل لم يقدم منذ سنوات وحتى الآن ما يتوازى مع مكانته واسمه كأحد أبطال القارة، ولم يرق في المشاركات الأخيرة إلى طموح جماهيره وهذا أمر مسلم به من الجميع، لأننا كرياضيين أو جمهور يهمنا في المقام الأول مشاهدة منتخبنا قوي ومرشح لكل البطولات التي يخوضها على المستوى الخليجي والقاري ويهمنا أكثر عودة الأخضر إلى وضعه الطبيعي في أقرب فرصة مواتية، لأننا بصراحة نؤمن تماما بأن إمكانات المنتخب أعلى بكثير من وضعه الراهن ولا شك أن هذه الصورة المهزوزة للمنتخب لها مسبباتها التي دفعت المنتخب للظهور بهذا المستوى المتواضع في أغلب مشاركاته ولن نستطيع تغيير الوضع إلا من خلال العمل الجاد والجماعي لكل من له علاقة بالكرة السعودية. ما هي الخطوة الأولى لك كمشرف للمنتخب الوطني؟ - قبل اتخاذ أي خطوة نحتاج إلى دراسة الوضع والاطلاع بشكل تفصيلي على التقارير الحالية والتقارير السابقة على اعتبار أن المرحلة المقبلة هي مرحلة صعبة ولا يوجد وقت لعمل برنامج «ضخم ومطور»؛ كون المنتخب السعودي مقبل على استحقاقات مهمة. ظهرت لك تصريحات سابقة تحفظت فيها على لوبيز كمدرب للمنتخب، وأنت الآن على رأس هرم الجهاز الإداري للمنتخب وتم تجديد الثقة في المدرب كيف ترى ذلك؟ - نعم أنا أول من تحفظ على عمل لوبيز، لا سيما في الفترة الأخيرة التي شهدت عدة تناقضات، حيث لم يكن العمل مقنعا ليس لعبدالرزاق أبو داوود فقط وإنما لأغلب الخبراء والرياضيين، وبالتالي الإطار العام للمنتخب السعودي لم يكن مطمئنا، ولكن من خلال النتائج الرسمية لمنتخبنا فإن لوبيز حقق نتائج جيدة، أيضا التقارير الفنية والإدارية المقدمة من الجهاز الفني والإداري وكذلك اللجنة الفنية أوضحت الكثير من الجوانب المهمة ووضعتك أمام خيارين صعبة، إما استمرار لوبيز كمدرب وفق النتائج الرسمية مع تصحيح الأخطاء الماضية التي واكبت أداء المنتخب ومن ثم إعادة تقييم عمله بعد المشاركات المقبلة أو إقالته وتتحمل المسؤولية في الوقت الصعب، وفي كلتا الحالتين اتحاد الكرة أمام مغامرة، ونحن عملنا على التقارير الفنية والإدارية لا سيما لا يوجد بديل جاهز ملم بالمنتخب السعودي واللاعب السعودي. تداول في وسائل الإعلام موخرا أن هناك خلافا داخل مجلس إدارة الاتحاد، ما مدى صحة ذلك؟ - أولا، لا بد أن يعرف الجميع بأن أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة يضم نخبة من الرياضيين العقلاء والشرفاء لا يستطيع أحد أن يغير في آرائهم أو في أفكارهم، هم رجال أكفاء ويناؤون عن ذلك، وبالتالي اختلاف الآراء في الطرح أو في وجهات النظر أمر طبيعي ومقبول، لكن في نهاية الأمر لا بد أن يكون هناك رأي واحد يمثلنا جميعا كاتحاد كرة، كما أحب أن أوضح بأن أحمد عيد من الشخصيات التي تحب أن يكون القرار جماعيا. ولكن لا يصل الأمر إلى التضخيم كما هو في وسائل الإعلام الآن وأكبر دليل الاجتماع الأخير الذي شهد طرح لجميع الموضوعات بشفافية عالية وتم مناقشتها مناقشة تفصلية لا سيما أن هناك قضايا حساسة. ألا تعتقد بأن علاقتك المتميزة برئيس الاتحاد ستجعلك في مواجهة المدفع وتسوغ للآخرين مهاجمتكما معا؟ - من يعرفنا يدرك بأن العلاقة الشخصية شيء وعلاقة العمل شيء آخر، وأعتقد ترشيح عبدالرزاق أبو داوود لأكثر من مهمة، فهذا تأكيد على ثقة أخواني أعضاء المجلس، ولم يكن قرار أحمد عيد فقط وبالتالي لم يكن للعلاقة الشخصية دور في الترشيح برغم أنني أعتز بعلاقتي بأحمد عيد الشخصية التي تمتد لأكثر من 50 سنة لا دخل لأحد فيها، وأقول من يحاول أن يغمز ويلمز على هذا الوتر أن يبحث عن طرق أخرى، لأن هذه الحركات قديمة عفا عليها الزمن. ماهو تعليقك على ما أثير مؤخرا حول بيان اتحاد الكرة؟ - نحن كأعضاء مجلس وضعنا كل التوصيات والقرارات في محضر الاجتماع الذي يعد الأهم. وكيف ستدير كل المهام المسندة إليك من مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ - سيكون هناك ترتيب مع المجلس إما بالاعتذار من بعض اللجان لإتاحة المجال لمجلس الاتحاد يختار من يراه مناسب أو تشكيل فرق عمل لإكمال الأعمال التي بدأناها منذ الموسم الماضي. ماذا عن لجنة توثيق البطولات؟ سوف يتم تشكيل فريق عمل لها وعقد العديد من ورش العمل للفحص والرصد لجميع الأنشطة التي قامت بالمملكة وهو عمل يحتاج إلى وقت طويل ويحتاج إلى جهد كبير سوف يعلن عن تفاصيل العمل به في مؤتمر صحفي خلال المرحلة المقبلة.