لم يكن بعد المسافة ووسيلة النقل إلى جزيرة فرسان، الهاجس الوحيد لطالبات الكلية القادمات من مناطق وهجر أخرى باحثات عن مستقبل وتعليم آمن وأفضل، لكنهن يواجهن مصاعب حقيقية وتحديات كبيرة تتمثل في السكن وغيره من الأزمات. لكن السكن والرحلة الصعبة تأتي في قمة الإشكالات فالطالبة عليها أن تبحث مع رفيقاتها عن شقة وسكن يناسبهن وتناسب دخلهن لكن ارتفاع قيمة الإيجارات يقف عائقا كبيرا أمامهن فضلا عن حاجتهن إلى اصطحاب أولياء الأمور والمحارم قبل وقت كاف. كل هذه الأسباب وغيرها دفعت البعض إلى هجر التعليم والبقاء في البيوت. أضواء كاشفة «عكاظ الأسبوعية» سلطت الأضواء الكاشفة على المصاعب التي تواجهها طالبات كلية فرسان، وتسرد ثريا معاناتها قائلة: تأمين السكن مشكلة، وأكثر من شهر وأنا أتنقل من شقة إلى أخرى وأثر ذلك سلبا على مواظبتي ومتابعة المحاضرات، وزاد الأمر سوءا في هذا العام فقد تراجع أصحاب الشقق عن وعودههم ورفضوا إيجار وحداتهم السكنية للطالبات، والموجود منها بأسعار فلكية. شرط مستحيل تقول أفراح إن المؤجرين اشترطوا عليها تواجد ولي الأمر في السكن، وتتساءل: كيف لمجموعة بنات صديقات يسكن وسطهن رجل؟ حتى وإن كان ولي لأمر إحداهن، فالعديد من الأسر ترفض ذلك الأمر. وزادت: إن هناك مطالبات منذ زمن بتوفير سكن يخص الجامعة لكن لم نسمع جديدا حول هذا الأمر، والحجة في ذلك أن الكلية أنشئت خصيصا لطالبات الجزيرة، غير مبالين بأن نصف الطالبات من خارج الجزيرة ومشكلتهن واحدة وهي توفير مسكن. العبارة ممتلئة «عكاظ الأسبوعية» علمت من مصادرها أنه كان من المتوقع إنشاء قسمين حديثين وهما التمريض ونظم المعلومات، ونظرا لضيق المبنى وعدم توفر المكان تم تجاهل نظم المعلومات الأمر الذي حطم آمال العديد من الطالبات الراغبات في الالتحاق بذلك القسم، كما أن هناك العديد من المطالبات بتغيير المبنى دون جدوى. وتشكو مجموعة من الطالبات من مشكلة زحمة العبارات يومي السبت والخميس وهو الأمر الذي يجعلهن في خلاف دائم مع مسؤولي الميناء.