كصيادي الأسماك وبخلاف الغاية، تضطر طالبات منطقة جازان الدارسات في كلية فرسان إلى الإبحار يوميا لحضور محاضراتهن الجامعية، خاصة مع غلاء أسعار الوحدات السكنية في الجزيرة، فيما فضل بعضهن دفع الإيجارات المرتفعة للإقامة في فرسان خوفا من الغرق في البحر. وتشتكي الطالبات من استغلال ملاك العمائر السكنية حاجتهن للسكن في المبالغة في الأسعار، بالرغم من تواضع الشقق التي يلجأن للسكن فيها. تقول الطالبة (خ. ف) تفكر الكثير من الطالبات في ترك التعليم نظرا للظروف الصعبة التي نعيشها على الجزيرة , فالطالبات يتحملن مرارة بعدهن على أهاليهن طيلة الأسبوع رغبة في الحصول على العلم, لكننا نعاني من استغلال مادي واضح من قبل ملاك العمائر السكنية الذين يبالغون كثيرا في الأسعار كون الطالبات المغتربات تتجاوز نسبتهن في الكلية 90 في المائة. وأشارت ( م . ن ) إلى أن إيجارات الشقق في فرسان تصل أسعارها إلى 3500 ريال لا يستطع معظم الطالبات دفعها أو تأمينها من المكافآت الجامعية ما يستوجب تدخل الأهالي للمساعدة. وأضافت “نضطر إلى الذهاب إلى فرسان قبل موعد الدراسة بما يقارب الشهر للبحث عن شقة سعرها مناسب، لكنهم يستغلون حاجتنا لأنهم يعلمون بحاجتنا لها ولا بديل لدينا سواها, ما يجعل الشقة الواحدة تضم سبع أو تسع طالبات حسب المساحة المتوافرة يتقاسمن دفع الإيجار وكل طالبة مسؤولة عن نفسها، ويوجد في بعض الشقق أنظمة تحسسك بقيمة الأهل فتجد كل طالبة تأكل لوحدها ولا تقرب أخرى على أغراض أخرى فهذا الشيء يجعلهن في عراك دائم مع بعضهن، حيث لا يوجد مسؤولة تشرف عليهن. وطالبت ( ج . غ ) بإنشاء سكن للطالبات في فرسان ينهي معاناتهن مع الإيجارات المرتفعة, وقالت: منذ ثلاث سنوات وأنا أدرس في جزيرة فرسان وفي كل عام يخبروننا بأنه سيتم إنشاء سكن للطالبات وحتى الآن لم يتم تنفذه ولا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية لذلك. وانتقدت غياب المواصلات المناسبة للطالبات, والباصات الجامعية على الجزيرة , ما يجعل الطالبات مضطرات إلى استخدام السيارات الخاصة لعدم وجود سيارات للأجرة . ولفتت مريم إلى أنها وزميلاتها في كثير من الأحيان يتوجهن إلى الكلية مشيا على الأقدام, كون السائقين غير ملتزمين بمواعيد المحاضرات ما يجعلنا نتغيب عن الكلية. تقول نسرين: أنا من سكان بيش وأضطر للخروج من المنزل مبكرا للحاق بالعبارة التي تقلني إلى فرسان, وعندما أتأخر قليلا لا يكون أمامي إلا صعود الفلوكة أو التغيب عن اليوم الدراسي. واستغربت من تصرفات بعض مسؤولي العبارة فخلال أيام الأربعاء من كل أسبوع تذهب الطالبات إلى العبارة رغبة في زيارة أسرهن إلا أنهن يفاجأن بإقفال أبواب العبارات بحجة أنها تجاوزت العدد المسموح لها. وطالبت ندى من الجهات المعنية بالعمل على زيادة عدد رحلات العبارات، خصوصا في يوم الأربعاء لتستوعب كافة أعداد الطالبات. من جانبه، أرجع مدير الإعلام والعلاقات العامة في جامعة جازان الدكتور حسين دغريري, عدم إنشاء سكن خاص للطالبات إلى عدم وجود الحاجة الماسة له كون معظم طالبات الكلية من سكان القرية, أما الطالبات من خارج فرسان فعددهن قليل. وأضاف: لم تتلق عمادة شؤون الطلاب في الجامعة أي طلب لإنشاء سكن للطالبات في جزيرة فرسان, وفي حالة وجود عدد مرتفع من الطالبات ستعمل الجامعة على توفير السكن المناسب لهن.