«هناك ثلاثة أنواع من الكذب: هي الكذب العادي، والكذب الملعون، والإحصائيات». - ولقد وقعت شخصيا ضحية هذه الأكاذيب في أيام كثيرة من قبل الآخرين، ومن المؤكد أنني سوف أستمر بالوقوع في فخاخها ولم أتعلم بعد. وصدق من قال: (علم بالمتبلم يصبح ناسي). وكنوع من رد الفعل والاعتبار من قبلي لنفسي، حاولت بكل صراحة أن أخوض في هذا الفن، وفشلت فشلا ذريعا، ليس إطلاقا بسبب أخلاقي الحميدة المشكوك بصلاحيتها للاستخدام الآدمي، ولكن بسبب عجزي، فالعاجز فعلا هو من لا يستبد، فأين أنا الصعلوك من الاستبداد المفرود العضلات؟! فقد حاولت وحاولت مرات عديدة أن أكذب، غير أن أكاذيبي سرعان ما تفضحها عيوني، والسبب الوحيد هو خوفي قاتله الله، الذي تمنيت أن أطلق عليه الرصاص، ولكن يا حسرة لا مسدس هناك ولا رصاص. وأصبحت مثل ذلك المكتشف الجغرافي الذي غرق بكل بساطة في مجرى ماء عمقه (80) سنتمترا. ولو أنني رجعت إلى أكاذيب الإحصائيات، فإنني أشبهها (بمايوه) السباحة، الذي فيه إيحاء فقط، بينما هو يخفي في داخله الأشياء الحيوية، وأنا ما ذبحني غير هذا. *** في أوائل مرحلتي المتوسطة بالمدرسة، كنت متجاورا في (ماصة) واحدة مع زميل لي اسمه (سمير)، ولا أعلم الآن أين هو؟! هل هو فوق الأرض أم تحتها؟!، إذا كان فوقها الله يعطيه العافية، وإذا كان تحتها ما أدري إيش أقول له (!!). وحصل أن فعلنا (خمال) -أي شاغبنا أو أذنبنا في الفصل-، وأراد أستاذنا الصارم أن يعاقبنا على طريقته الخاصة، فأمر كل واحد منا أن يكتب اسمه مائة مرة، ومن كان هو الأسرع الذي لا يخطئ بالكتابة يعفيه من العقاب. وتفاجأت أن زميلي انتهى سريعا كالأرنب، فيما بقيت أنا أكتب كالسلحفاة، وتعجبت من سرعته القصوى التي اتضح لي فيما بعد أنه كتب اسمه مكررا فقط من دون ذكر اسم والده أو جده أو لقبه. فيما كنت أنا من شدة حرصي وغبائي رحت أكتب اسمي بخط النسخ: مشعل بن محمد الأحمد السديري، طبعا حصل زميلي على العفو، فيما عاقبني الأستاذ بحرماني طوال اليوم من كل النشاطات الرياضية والفنية، إلى درجة أنه حرمني حتى من الذهاب إلى (مقصف) المدرسة لشراء (الكيت كات والبيبسي) التي كنت أحبها. وهكذا كنت وما زلت محروما، وقلبي أيضا لا يزال مجروحا. *** لدي صديق من محبته وتهافته على المال، شبهته مثل الذي يتزوج ملكة جمال العالم، من أجل مالها فقط لا غير.