نشرت مجلة «التايم» الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ (5 مارس 1945م) تقريرا موسعا عن اللقاء الذي جمع الملك عبدالعزيز آل سعود -تغمده الله بواسع رحمته- ورئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية آنذاك فرانكلين روزفلت، على متن المدمرة الأمريكية الموجودة في قناة السويس. وقالت المجلة إن الملك عبدالعزيز صعد سفينة مرابطة في ميناء جدة لتتوجه به إلى قناة السويس مع 48 شخصا برفقته، بينهم أخوه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، واثنان من أبنائه هما: الأمير منصور، والأمير محمد، واستغرقت الرحلة يومين قطعت خلالها السفينة مسافة 800 ميل من جدة إلى قناة السويس حيث ينتظره الرئيس الأمريكي. وأشارت إلى أن الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت أجريا محادثات ثنائية، عبر خلالها الأخير عن الرغبة في أن يلتقي المسؤولون الحكوميون من الجانبين كلما أمكن ذلك، لدعم الحوار بين البلدين كأصدقاء. وأوضحت المجلة في معرض حديثها عن المملكة أن الجد الأول للملك عبدالعزيز آل سعود كان شيخا قويا، عندما كان جورج واشنطن في وقتها صبيا صغيرا في ولاية فرجينيا الأمريكية، مبينة أن العائلة السعودية التي ظلت قوية مرت بأيام عصيبة عندما كان الملك عبدالعزيز صبيا في الصحراء وفي مدينة الكويت على ضفاف الخليج، ثم ترعرع العملاق وبطموح واحد حتى استعاد السلطة في الرياض. وتناولت مجلة التايم قصة استعادة الملك عبدالعزيز للرياض عندما كان في العشرين من عمره، فقالت: لقد بدأ الملك عبدالعزيز حملة الاستعادة مع نحو 40 من إخوانه وأعمامه وأخواله ورجالهم وتسلل إلى الرياض بالليل، وتغلب على الحاكم هناك، وأعلن حينها عن عودة سعودية جديدة للسلطة. وأفادت أن حكم الملك عبدالعزيز استمر 45 عاما دون انقطاع، موحدا خلالها نجد والحجاز، ومشكلا المملكة العربية السعودية الحديثة والمجاورة لليمن، وأصدر مراسيم مدهشة من الأنظمة للناس الذين كانت حياتهم تتصف بالفوضى. وأضافت: الآن والملك عبدالعزيز يبلغ من العمر 65 عاما (وقت صدور المجلة) يطلق عليه مسمى (خادم دين الله) وهو قوي كالأسد ويتصف بالحكمة والدهاء والصرامة، وقويم كالصولجان، وله أحكام سريعة وصارمة. وذكرت المجلة أن المملكة كان لها في ذلك الوقت عائدات تأتي بشكل كبير من مصادر دخل الحجاج، ومن النفط الذي استخرجته الشركة العربية الأمريكية للنفط، حيث كانت تنتج في حينها المملكة نحو 57 ألف برميل في اليوم.