حذرت قيادات سياسية، من مخاطر التدخل الإيراني في الشأن اليمني الهادفة إلى تمزيق كيانه وتحويل البلاد إلى ميدان لصراع مستمر. وطالبوا في ندوة «عكاظ» حول (مستقبل اليمن وسيناريوهات مواجهة التدخل الإيراني)، المجتمع الدولي بمساعدة اليمن عسكريا واقتصاديا لمواجهة هذا الخطر، ووقف التدخل في الشؤون اليمنية. منزلقات خطيرة رأى أمين عام حزب الرشاد الدكتور محمد موسى عامر، أن اليمنيين أمام محطات تحمل منزلقات ومخاطر، إلا أنه عبر عن تفاؤله بأن تتمكن البلاد من تجاوز المراحل الصعبة وتتغلب على الأجندة الإيرانية. وقال إن السيناريوهات كثيرة ومنها محاولة جماعة الحوثي إرباك المشهد والعملية السياسية برمتها من خلال إحداث فوضى واستغلال معاناة الناس لتحقيق مكاسب سياسية والخروج بالسلاح على الدولة، مضيفا أن الشعب أدرك مصلحته وخطورة الدعوات الضيقة والمشاريع العنصرية والمذهبية، وهو ما دفعه إلى الخروج بالملايين لرفض هذه المشاريع. ووصف الدور الإيراني في اليمن بالخطير والاستغلالي، متهما طهران بالتخطيط لإفشال الدولة اليمنية وتحويل البلاد إلى فوضى عارمة، عبر تنفيذ أجندة مذهبية تمزق الكيان الواحد، مشددا على ضرورة مواجهة خطر المد الإيراني بكل الوسائل الممكنة. وأكد أمين عام حزب الرشاد الحاجة إلى إرادة سياسية ووعي شعبي قائلا: الجيش لديه القدرة ولكننا بحاجة لإرادة سياسية ووعي لدى الشارع وأن تدرك القيادة أن لديها فرصة تاريخية بمساندة الشعب ودول الجوار والمجتمع الدولي لفرض سلطتها وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لبناء الدولة الحديثة. سيناريو مخيف القيادي في اللقاء المشترك حسن زيد، عبر عن أمله أن ينجح اليمن في تجاوز مخاطر المرحلة الراهنة، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم الدعم الفعال لتجاوز الضائقة الاقتصادية التي أنتجت هذه الأزمة السياسية الخانقة التي يمكن أن تفتك باليمن وتشظيه إلى أجزاء وتحوله إلى ساحة حرب ربما تكون اشد وأقسى مما يجري في سوريا والعراق وليبيا. وأضاف «نأمل من الاشقاء والأصدقاء أن يدركوا المخاطر المحيطة باليمن قبل انفجار الوضع، فالسيناريو المتوقع مخيف جدا ولا يجرؤ أي يمني على تخيله». وشدد زيد على ضرورة ألا يسمح الاشقاء العرب والمسلمون بتحويل اليمن إلى ساحة حرب، وقال «اثق أن الإخوة في دول الخليج لا يمكن مطلقا أن يسمحوا بأن تتحول اليمن إلى صومال آخر»، معتبرا أن من مصلحتهم حفظ الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأكملها. مفترق طرق وقال القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، إن اليمن يمر بمفترق طرق، فإما أن يسير في طريق السلام وتنفيذ المبادرة الخليجية واستكمال العملية السياسية وإنتاج الدستور والاستفتاء عليه وهو الأمل الذي يتطلع إليه اليمنيون جميعا، أو أن ينزلق كليا خارج هذا الإطار وعندها سيواجه مصيرا صعبا. وشدد على ضرورة تكوين موقف دولي وإقليمي لا يسمح بأي محاولة لجر اليمن خارج إطار الحل السياسي السلمي، وأن يقدم دعما للموقف الوطني المطلوب من الرئيس عبدربه منصور والقوى السياسية الأخرى، محذرا من أنه دون مساندة إقليمية ودولية، فإن اليمنيين ليس بإمكانهم الدفاع عن وطنهم أمام هذه الهجمة الشرسة. وأكد أن ما يهدد استقرار اليمن والمنطقة يتمثل في جماعات العنف سواء القاعدة في الجنوب أو الحوثيون ومواقفهم في محافظات الشمال. واستنكر قحطان الموقف الإيراني، لافتا إلى أن اليمن لم تتخذ مواقف عدائية ضد طهران طيلة العقود الماضية ولكن تدخلها في وقت نحن في أمس الحاجة لنزع سلاح الحوثيين وكافة الاطراف الأخرى يمثل عملا عدائيا ضد اليمن. واضاف «كنا نتمنى أن تفاجئنا ايران بإرسال مستشفيات وخدمات صحية بدلا من شحنات أسلحة باعتبارها آخر ما يحتاجه اليمنيون».