أوضح عدد من التربويين وأهل الرأي أن الضرورة تقتضي زيادة الاهتمام بتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تغرر بالشباب وتجرهم بواسطة اصحاب الغلو والمتاجرين بالدين إلى مواقع الصراع، مؤكدين أن المسؤولية المجتمعية تحتم على الجميع المشاركة في إبعاد الشباب عن منزلقات الخطر وما ينفثه أصحاب الفكر السقيم من سموم. وطالبوا بضرورة تعزيز الامن الفكري لدى الطلاب لحمايتهم من اصحاب الفكر المنحرف وأن على الجهات المختصة القيام بهذا الدور حماية لشباب الوطن من اصحاب الأفكار السقيمة. في البداية أوضح الدكتور علي بن عيسى الشعبي أن المسؤولية المجتمعية التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) في خطابه الأخير تجاه التحذير من الفكر الضال، والجماعات الإرهابية، تحتم على الجميع مؤسسات وأفرادا النهوض بمشروع وطني كبير للتصدي لمظاهر الغلو والتطرف والكراهية في المجتمع التي يحملها البعض جهلا وربما اختطافا لثوابت الإسلام وتعاليمه السمحة وسطية وتسامحا واعتدالا. وأضاف: مع انطلاق العام الدراسي الجديد نترقب من وزارة التربية والتعليم أن تتبنى بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية والمراكز البحثية في المجتمع ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حزمة من البرامج في المدارس لتعزيز الأمن الفكري، وتحصين الناشئة من الأفكار الضالة، وتطهير مجتمع التعليم من مظاهر التشدد والتطرف. وتتحمل المدرسة إلى جانب الأسرة العبء الأكبر في مواجهة ظاهرة الإرهاب الفكري الذي استغل تقنيات العصر في تغيير كثير من مفاهيم الناشئة، وسلوكياتهم، وهو ما يتطلب حضورا نوعيا في توعية تلك العقول الشابة، ومخاطبتهم بلغة عصرهم، وتنويرهم إلى خطر التشدد والغلو وأيضا خطر الانفلات والتغريب، وهو ما يعني أن تبذل المدرسة إدارة، معلمين، مشرفين دورا أكبر في تبني حوار معتدل قائم على الثوابت ومحافظ على وطنية الشاب وانتمائه، ومهذبا لسلوكه نحو تحمل مسؤولياته الدينية والوطنية. من جهته، أوضح المشرف التربوي هادي يحيى طالبي أن القاعدة التي ننطلق منها لمحاربة الإرهاب الفكري في مدارسنا هي إشعار الطالب بأهمية العقل الذي يحمله، وتبيان مقاصد الشريعة الإسلامية بضرورة المحافظة عليه حتى من صاحبه الذي يملكه، مشيرا إلى أن أعظم مظاهر الإفساد لهذا العقل في البعد عن عقيدته ومنهجه الرباني الذى ارتضاه لنا الشارع عز وجل. وأضاف: نحن في مدارسنا نحقق مع طلابنا أول هدف من أهداف سياسة التعليم بالمملكة وهو ترسيخ مفهوم العقيدة الصحيحة لدى الطالب، ثم إشعار طلابنا بأهمية الأمن في الوطن، وعدم العبث به جراء الانزلاق خلف الأفكار الهدامة والفرق الضالة، وننتظر دور وزارة التربية لتبني برامج نوعية مع بدء العام الدراسي بالتنسيق مع الجهات الأمنية ومركز الحوار الوطني. ودعا إلى تفعيل حملات التوعية داخل المدارس بخطر الإرهاب، وتغذية الناشئة بأهمية الابتعاد عن الأفكار الضالة المنحرفة، وزرع حب الوطن والدفاع عنه في نفوس أبنائنا، مؤكدا على أن تلاحم الشعب مع قيادته هو سر قوتنا وأمننا، وسيبقى وطننا هو قبلة المسلمين ومهبط الوحي ودستوره كتاب الله وسنة نبيه وولي أمره خادم الحرمين الشريفين. من جانبه نوه يحيى الألمعي إلى أهمية تربية النشء تربية صحيحة وتوجيههم الوجهة الأمثل، مبينا أن العلم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن هنا يفترض أن تحمل المدرسة رسالة وطنية سامية بأهمية التكاتف مع رجال الأمن، وتقدير تضحياتهم، وسهرهم على راحة الجميع، بما يمنحهم السلامة والطمأنينة، ويحمي المجتمع من كيد الأشرار، وهذا لن يتحقق من دون تربية وتعليم. وقال: دور المدرسة كبير في توجيه الطلاب وإرشادهم وحماية أفكارهم، وهو دور لن يتأتى من دون أن يتحمل المعلمون والمعلمات مسؤولياتهم، وتحديدا نشر ثقافة الوسطية والتسامح بين الطلاب والطالبات، مؤكدا على أن المؤسسات التعليمية تتحمل العبء الأكبر في مواجهة ظاهرة الإرهاب الفكري. وأضاف أن هذا الدور يمثل الخط الأول في المواجهة، وتحديد الكيفية التي يجب أن تكون عليها مخرجات تلك المؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن قياس الأثر لهذا الدور يتطلب الاستمرار والتحديث المستمرين للخطط والبرامج والحملات التوعوية في المدارس؛ لتوعية الطلاب والطالبات بخطر الغلو والتطرف والإرهاب. وقال أحمد النعمي إن مجتمعنا يتعرض لغزو فكري متطرف، ويحمل في أحشائه منهجية تدعو إلى العنف والكراهية والتكفير، ويستهدف بالدرجة الأولى شباب الوطن، ومحاولة التغرير بهم، وجرهم إلى مواقع الصراع والفتنة، داعية كل مؤسسة تعليمية الى أن تعكف بالدرجة الأولى على حماية الشباب من أي فكر ضال، داعيا وزارة التربية والتعليم إلى تبني حملة وطنية مع بداية العام الدراسي الجديد؛ لمواجهة ظاهرة الغلو في الدين، خاصة الأفكار الضالة والسبل الكفيلة بالتخلص منها، والحث على الوسطية والاعتدال، وغرس حب الوطن والانتماء إليه، والولاء لقادته، وتكوين أرضية صلبة يقف عليها الشباب ضد أي عاصفة فكرية ضالة، مؤكدة على أنه من خلال هذه الروح الصافية النقية نستطيع حماية شبابنا وتنقية أفكارهم وتحويلها إلى أفكار نيرة وبناءة.