أجمع سياسيون وعسكريون على أن سورياوالعراق ستنعتقان من تنظيم «داعش» الإرهابي وأعماله البربرية مع انطلاق الضربات التي وجهتها قوات التحالف الدولي ضد قواعد التنظيم. ورأوا أن الضربات الجوية ستؤدي إلى تجفيف منابع القوة وتصفية روافد هذا التنظيم بالمنطقة ككل وليس في الدولتين فحسب. وقال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي، إن شن عمليات عسكرية وتوجيه ضربات مكثفة سينهي قوة تنظيم «داعش» ليس في العراقوسوريا فحسب وإنما في المنطقة برمتها، مؤكدا أن الوضع في سوريا سيكون بالغ الحساسية لأن نظام الأسد هدف قادم. وتابع قائلا: إن سوريا بعد تنفيذ الضربات ستتغير كثيرا لمصلحة قوى المعارضة لكن المستقبل سيظل شديد الغموض. ولفت اللواء صفوت الزيات، إلى أن تنفيذ العمليات في العراق ضد تنظيم «داعش» ربما كان أكثر سهولة منه في سوريا برغم كثافة وانتشار التنظيم بالأولى بسبب تأييد وانخراط حكومته بها بعكس سوريا التي سيبقى الوضع بالنسبة لها معقدا للغاية. واعتبر أن وضع سوريا سيتغير كثيرا بعد تنفيذ العمليات ضد تنظيم «داعش» الإرهابي ولن يكون لمصلحة النظام بأي حال من الأحوال لأنه لا يمكن مكافأة المجتمع الدولي ممثلا بهذا التحالف الذي ستنخرط به نحو 40 دولة عربية وأجنبية، لنظام أقدم على ارتكاب كل أنواع الجرائم وأبشعها ضد شعبه من تشريد وقتل وإبادة وتدمير. من جهته، قال السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية ومندوب مصر السابق بالجامعة، إن الوضع في العراقوسوريا لن يبقى بأي حال من الأحوال على ما كان عليه قبل ضرب تنظيم «داعش»، معتبرا أن أمورا كثيرة ستتغير بالمنطقة برمتها من جراء شن هذه الحرب. ولفت إلى أن نظام الأسد سيضعف كثيرا وسوف يفقد الدعم الإقليمي له خاصة من حزب الله وإيران التي ستنأى بنفسها عن الدخول في مواجهات من أجل نظام تدرك أنه أصبح هشا وأن وجوده بالحكم والرهان عليه بات خاسرا. ويري السفير حسين ضرار سفير مصر السابق في بيروت ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الحرب ضد «داعش» ستضعف كثيرا من قدرات نظام الأسد وستضعه على حافة السقوط آجلا أو عاجلا. ويؤكد أن العراق لن يخسر كثيرا من هذه الحرب وأنها ستدعم النظام وتثبت أقدامه بالحكم شريطة أن تتم العمليات بالعراق وفقا لضوابط محددة وألا تستغل ضد طائفة «السنة» لصالح طائفة أخرى. ويشير في هذا الصدد، إلى وعي دول عربية تشارك بهذه العمليات لهذه المسألة تماما، والتي لن تقبل بأن تستغل هذه الحرب لاعتبارات إعادة رسم خريطة المنطقة لمصلحة قوى خارجية أو إقليمية أو أن تضر بوضع ومكانة السنة في العراق بدرجة أساسية.