عندما دعت وزارة الثقافة والإعلام لتجربة الانتخابات في مجالس الأندية الأدبية كانت تدرك أيم إدراك أنها أمام فعل ثقافي ووطني كبير بل هي تجربة ديموقراطية تتيح للمثقف والمثقفة الخيار والحرية في اتخاذ الرأي والقرار عبر لوائح وأنظمة وضعها المثقفون بأنفسهم بما يتلاءم مع حاجتهم وبما يتوافق مع طبيعة هذه المؤسسة الثقافية وأدوارها الأساسية في خدمة المعطى والخطاب التنويري. وبعد خوض هذه التجربة في أنديتنا الأدبية رأينا ولامسنا شروخا كبيرة ومؤلمة حدثت بين المثقفين أنفسهم، حيث الانقسامات على أشدها والشللية والجهوية طغى مفهومها بشكل لافت، الأمر الذي أدى في بعض الأندية إلى الخروج بهذه التجربة وملفها إلى أروقة المحاكم طعنا وطلبا للتصحيح، فكان من نواتج ذلك قطيعة واضحة لبعض هذه الأندية من المثقفين والمثقفات والمهتمين. ومن ذلك ما يحدث واقعا لنادي الشرقية الأدبي الذي دخل مرحلة حرجة جدا مع مجلسه المؤقت حاليا حيث الاستقالات المتكررة من بعضهم رغم محاولته إرضاء المشهد ببضعة برامج لا تشبع نهم المتابعين وكل ذلك سببه تجربة الانتخابات التي لم يكتب لها النجاح في هذا النادي حتى الآن، فضاع في غياهب العشوائية والارتجال في الإدارة دون عمل مؤسسي يخدم المستفيدين، فهل ثمة تحرك من وزارة الثقافة والإعلام لحسم هذا الملف وتلبية رغبة مثقفيها في إدارته بالشكل المطلوب والصحيح خاصة الشباب المثقف منهم والمحب لناديهم؟ ثم ماذا قدمت الأندية للمشهد الثقافي من مجهود؟ إلى ذلك، وصفت القاصة منيرة الأزيمع ما يحدث في الأندية الأدبية خاصة ما يحدث في أدبي الشرقية (باللعبة)، قائلة بأن الأندية عموما هي تعاني من مشكلات كبيرة سببها من المثقفين أنفسهم، وقالت: لست ضد العمل الثقافي ولكن ضد العمل مع من يسمون بالمثقفين وحتى للأسف المثقفات. عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالشرقية السابق الروائي حسن الشيخ طالب عودة الوزارة للتعيين ولكن بطريقة أكثر تقنينا وتنظيما، وإبعاد الأندية عن حمى الانتخابات فقد فشلت وتجربتها مريرة جدا، قائلا: للأندية الأدبية أدوار هامة ومؤثرة، ولو أن الأدباء استغلوا تلك المؤسسات الثقافية استغلالا إيجابيا لم يكن هناك خوف على الأندية الأدبية أنما الخوف منا نحن الأدباء الذين ندير تلك المؤسسات، فوزارة الثقافة والإعلام بين المطرقة والسندان حيث عاشت مرحلة تعيين الإدارات لعقود من الزمن ورغم سلبياتها إلا أنها كانت تمثل استقرارا نسبيا على الساحة الأدبية. ومع دخول مرحلة الانتخابات في الأندية برزت الصراعات بين الأدباء بشكل لافت، فلا الأدباء راضين عن طريقة التعيين القديمة ولا عن الانتخابات الجديدة، لذلك فلا غرابة بأن طلبت العودة إلى التعيين الوزاري لإدارة الأندية الأدبية من جديد. فيما دعا القاص فالح الصغير رئيس تحرير صحيفة الحوار جمهور المثقفين والأدباء في المنطقة الشرقية إلى الانخراط والتفاعل الإيجابي مع أنشطة النادي وعن عملية الانتخابات القادمة التي سيشهدها النادي، وأن تكون ضمن المسارات التنظيمية التي كفلتها لوائح الأندية. وقال: إن وزارة الثقافة والإعلام ترعى هذه التجربة الوطنية، وتجتهد في تحقيق أقصى درجات الضبط لها، وقد مرت التجارب الماضية وفق خطط تنظيمية وضعتها الوزارة، وبدأت لجنة الإشراف بمتابعة تنفيذها، ثم تمت دراسة التجربة، وقامت الوزارة بتسديد ما يمكن القيام به، وتركت المجال واسعا للجمعيات العمومية لتختار جميع الصيغ الإدارية التي تكفلها اللائحة.