أكد عدد من الخبراء في تصريحات ل«عكاظ»، أن اجتماع جدة الإقليمي وضع خارطة طريق لكيفية مكافحة الإرهاب واجتثاث بؤر التطرف في المنطقة، موضحين أن الاجتماع ساهم في توضيح الرؤية العربية الموحدة باتجاه القضاء على تطرف التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي جهاد الخازن، إن اجتماع جدة أرسى قواعد التعاون العربي والدولي وتحديدا مع الولاياتالمتحدة للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي، وخرج بموقف وتنسيق عربي لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة. وأوضح أن موقف الدول العربية وعلى رأسها المملكة واضح وصريح تجاه محاربة التطرف في المنطقة والعمل على إعادة الاستقرار إلى سورياوالعراق واجتثاث قواعد الإرهاب منها، موضحا أن المملكة أدانت الأعمال الهمجية التي يرتكبها تنظيم داعش، معتبرا أن هذه التنظيمات الإرهابية تعتبر عدوا للإسلام والمسلمين. وطالب بضرورة تصحيح صورة الإسلام وتوضيح الصورة الحسنة عن الدين الحنيف وسماحته ووسطيته واعتداله. ومن جهته، أوضح المحلل السياسي ومدير تحرير مجلة السياسة الدولية المصرية مالك عوني، أن الحشد والخليجي والعربي والدولي في اجتماع جدة، يعكس وجود موقف موحد لمواجهة تنظيم داعش والخطر الذي بات يمثله على المنطقة باعتباره تنظيما إرهابيا وامتداد هذا الخطر إلى الدول الإقليمية والعربية المجاورة بالإضافة إلى توجهات تنظيم داعش بتكريس الفكر المتشدد، وهو ما يمثل تهديدا لجميع الدول العربية على أرض الواقع. وأضاف عوني: إن الولاياتالمتحدة تتحمل جزءا كبيرا للتصدي لداعش والتنظيمات الإرهابية باعتبارها تقود التحالف الدولي لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي، بيد أنه قال إن تقاعس واشنطن في التعامل مع الأزمة السورية أفضى لظهور مثل هذا التنظيم المتطرف الذي تمدد في العراقوسوريا وأصبح يمثل تهديدا للمنطقة. وتابع قائلا: يجب أن يكون هناك موقف عربي موحد للتعامل مع الفكر الإرهابي ويسعى إلى تحقيق مصالح مشتركة مع الدول العربية في المنطقة، وأن لا يكون هناك خط عودة للوراء لتكريس الطائفية والإرهاب والتشدد في المنطقة. من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة، إن اجتماع جدة حقق نجاحا كبير لأنه ضم المملكة ودول الخليج والدول الهامة في المنطقة وتركيا والولاياتالمتحدة وخرج بموقف وخطة موحدة لمواجهة خطر تنظيم داعش، وكونه يعقد في المملكة فهذا يدل على دورها ومكانتها القيادية في العالم العربي، ويؤكد أيضا على أن المملكة كانت ولا تزال رائجة في مواجهة التطرف، والقاعدة المتينة التي تدحض هذا التطرف نظرا للخلفية والتجربة الثرية التي تتمتع بها في تعاملها في ملف الإرهاب في الداخل والخارج بالإضافة إلى قدراتها التسليحية والبشرية، التي تجعلها تتبنى وتساند التحديات لمواجهة التطرف والجماعات الإرهابية المدعومة من تنظيمي القاعدة وداعش. وأشار إلى أن مواجهة التطرف بحاجة إلى وقفة قوية من قبل الدول العربية والإسلامية ولعب دور أساسي، وذلك لأن شعوبنا ومنطقتنا هي التي تتعرض للأذى بشكل مباشر فنحن أصحاب الأرض والقضية، وأيضا لأننا متهمون أمام المجتمع العالمي بأننا متطرفون وعلينا تغيير هذه الصورة النمطية، وهو الأمر الذي يفرض علينا تخليص العالم من هذا التطرف الأعمى.