أكد عدد من الخبراء على أهمية الاجتماع الذي تستضيفه جدة غدا في إطار حشد وتعزيز التعاون الخليجي والعربي والدولي لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها «داعش». وأكد الخبراء في تصريحات ل«عكاظ» على أهمية تزامن اجتماع جدة مع الخطة الأمريكية لمواجهة خطورة «داعش» وتعزيز التعاون العربي والدولي لاجتثاث معاقل الإرهاب في العراق وسوريا فضلا عن قمع إرهاب النظام الأسدي. وقال المحلل السياسي المصري الدكتور مأمون فندي مدير معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن، إن اجتماع جدة يكتسب أهمية كبرى كونه يمثل أول اجتماع خليجي عربي أمريكي لبناء تحالف دولي لمواجهة تنظيم «داعش»، مؤكدا على ضرورة ظهور موقف عربي قوي يراعي الحفاظ على مصالح دول المنطقة. وأضاف: إن المطلوب الاستيضاح من كيري نوعية التعاون الذي تريده من دول المنطقة للتخلص من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ووفق ما يخدم مصالح الأمة العربية والحفاظ على أمنها وسيادتها. وأوضح، أن مواجهة «داعش» يجب أن تتركز في تعاون دولي عربي يأخذ في الاعتبار التجارب الماضية خاصة في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين، وبالتالي يجب وضع الخطط وفق مصالح الدول العربية وحماية سيادتها وأمنها. من جهته، أوضح المحلل السياسي والكاتب بصحيفة الغد الأردنية فهد الخيطان، أن اجتماع جدة تزامن مع جولة كيري للمنطقة والتي تعتبر بالغة الأهمية، وستتوجه الأنظار إلى جدة حيث الاجتماع الذي سيحضره وزارء الخارجية العرب ودول الخليج بحضور كيري لبحث كيفية تعزيز تعاون عربي دولي عريض لمواجهة القوى الإرهابية والمتطرفة في العراق وسوريا والمنطقة. وشدد خيطان، على ضرورة دعم قوات الجيش العراقي للقضاء على نشاط هذه التنظيمات المتطرفة وخاصة «داعش» التي تعمل على تفريخ الإرهاب وخلق الأجواء لنمو التطرف، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وحدها لا تكفي دون حلول للأزمات السياسية حتى تستطيع الشعوب العربية مواجهة هذا الإرهاب واجتثاثه من جذوره. فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي فؤاد الهاشم، أن زيارة كيري وجولته في المنطقة ولقاءاته في اجتماع جدة ستعمل على تعزيز تحالف دولي ضخم لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أنه يجب على الدول العربية مراعاة مصالحهم الأمنية والحفاظ على استقرار المنطقة. وأكد الهاشم، على أن مواجهة التطرف والقضاء عليه تتطلب إحداث غربلة شاملة في المناهج الدراسية والتعليمية، وتوجيه الخطاب الديني لنشر الصورة الحقيقية عن الإسلام ومفاهيم الوسطية، وتوسيع نطاق المراجعات الفكرية في جميع دول المنطقة لتعديل المفاهيم الخاطئة التي ساهمت بشكل مباشر وخاطئ في تشويه صورة الإسلام ونشر هذا التطرف.