لم يعد التعاون الإقليمي بين الدول ترفا، هناك مشروعان الآن: مشروع الحياة، ومشروع الموت. حالات جز الرؤوس، وبقر البطون، وتهجير الأقليات، واستئصال الإيزيديين والمسيحيين، ونهب ثروات البلدان صارت سائدة بسبب التنظيمات المسلحة التي تعبر الطرقات من دون خوف أو وجل. ثمة تحالفات دولية تقام الآن وربما تشارك فيه دول إسلامية منها المملكة والإمارات لضرب الإرهاب ودحره. هناك نتائج كبرى ضخمة تفرعت من زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى باريس من أهمها قيام شراكة مع الدول الكبرى لضرب الإرهاب وعلى رأسها فرنسا التي تمر علاقاتها مع السعودية بأقوى فتراتها، وهناك تعاون أمني وعسكري، وسياسي استراتيجي. الذي نتمناه أيضا أن يكون التحالف الدولي منعكسا على الإقليم ويبقى السؤال عن دور إيران وتركيا ضمن مهمة مكافحة الإرهاب. ذلك جانب، أما الجانب الآخر فهو تعليق جريدة السفير أن الجانبين السعودي والإيراني تفاهما على لقاءات ثنائية تبدأ بزيارة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف لجدة ومن ثم زيارة لنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل لطهران، علي أن يتوج هذا المسار بزيارة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلي السعودية، فإنه لا بد من القول إن هناك خلافات كبرى وجوهرية مع إيران في ملفاتٍ عديدة يصعب حصرها، غير أن الأزمات المحيطة تحتم على مختلف القوى في المنطقة التعاون لمواجهة التحديات، ذلك أن الخلافات يجب أن لا تمتد إلى حالات الاستئصال وأدوات التآمر وتدبير الاجتثاث، بل يجب أن تكون هناك خطوات تقاربية لتحصين المنطقة من الأزمات التي لا تقتصر على دولةٍ دون أخرى، وإيران هي قريبة من الخليج وما لم تتعاون أمنيا واستخباراتيا وسياسيا مع دول الخليج فإنها تعرض نفسها للعزلة والخطر على النحو الذي تنعزل فيه إسرائيل. نعم لحوار ينقذ المنطقة من تحديات الدم.