أكد عدد من الإعلاميين والسياسيين أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها على سفراء 36 دولة، رسالة توضح للعالم خطر الإرهاب وأهمية محاربته والوقوف في وجه الدول التي تتبناه، إضافة إلى أنها ستجعل الرأي العام العربي والإسلامي والدولي يحكم بنفسه على حجم الدمار الذي خلفه الإرهاب في العالم بسبب الشعارات الإعلامية والسياسية المضللة المدعية وقوفها مع حقوق الإنسان. خطر عام يرى البروفسور عبدالله بن محمد الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن كلمة خادم الحرمين الشريفين للسفراء تأتي ضمن جهود مكثفة للمملكة للتحذير من خطر الإرهاب بشكل عام في العالم وأن على الأمم والدول أن لا تنظر له من منظور ذاتي فقط لأنه إذا انتشر يصل للجميع، مؤكدا أنها تتمة لعدد من الخطوات التي قامت بها المملكة لمكافحة الإرهاب والتعامل معه بكل حزم وقوة. وأضاف: «للأسف هنالك عدد كبير من الدول لم تتفاعل مع مبادرة الملك حفظه الله بإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب ظنا منها أن الإرهاب موجود في منطقة الشرق الأوسط فقط أو دول معينة، وليتهم يعلمون أن الخطر يحدق بجميع دول العالم، والدليل أن رئيس وزراء بريطانيا يحذر من الإرهاب لأن دولة بريطانيا بدأت تعاني من الإرهاب فرفعت درجة التأهب إلى درجة عالية جدا لأنها تلمست خطره ومن قبل ذلك فرنسا وبقية الدول الأوروبية وأمريكا». رؤية استراتيجية وبين الرفاعي أن خادم الحرمين الشريفين يتبنى قضية مكافحة الإرهاب كرؤية استراتيجية للمملكة، وعندما استقبل السفراء أراد إعادة توجيه رسالة أخرى للمجتمع الدولي وربطها بالأحداث الموجودة على الساحة العالمية الآن، تأكيدا على أن ظاهرة الإرهاب لا يمكن أن تواجهها دولة واحدة أو عدد محدود من الدول إنما مشروع يفترض أن تتبناه الإنسانية. وزاد: «خادم الحرمين حفظه الله أكد على أن الفظائع التي ترتكب في إطار الإرهاب منسوبة للأسف للمسلمين، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا لأن الإسلام دين رحمة وسلام حتى أن المسلم مأمور في حالة القتال المشروع أن لا يمارس نفس القتل الذي يمارسه الآخر، ولعل الدول تعي وتتنبه لأن الخطر سيطال الجميع ويجب صده ودحره». رسالة صادقة من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم محمود النحاس أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحكمة القائد، وجه رسالة إسلامية صادقة للعالم أجمع بأن ظاهرة الإرهاب آفة يجب أن يحاربها العالم بمختلف مكوناته بحكم أن هذه الظاهرة لا دين لها ولا مذهب ولا تنتمي لأي عرق. وأردف: «لقد عبر حفظه الله عن المبدأ الأصيل للدولة السعودية بأنها الدولة الأولى التي تبنت محاربة الإرهاب على مختلف المستويات سواء في سياستها الداخلية بمحاربة الإرهاب والوقوف في وجه الفكر الضال ومن ينتمي له أو في سياستها الخارجية بالعمل مع المؤسسات الدولية بما فيها منظمة الأممالمتحدة وكذلك تكفلها بإنشاء ودعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الأممالمتحدة». ومضى النحاس قائلا: «من هذه المنطلقات الرئيسية التي يعلمها العالم أجمع، وجه الملك رسالة لجميع دول العالم بأنهم إذا لم يقفوا مع المملكة في محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية، فإنهم سيعانون من الإرهاب الذي لا يعرف حدودا أو مناطق يقف عندها وإنما ستعاني منه الدول الغربية بشكل مباشر بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية». حرص على تبرئة الإسلام واعتبر النحاس أن الملك حفظه الله أراد إيصال رسالة للمجتمع الدولي الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان بأن من أولويات الدفاع عن حقوق الإنسان هي محاربة هذه الظاهرة غير الإنسانية التي تمارس شتى أنواع العنف والتطرف والإرهاب بدون أي رادع ولا خوف من الخالق جل في علاه، مشيرا إلى أنه يحذر حفظه الله من أن عدم الوقوف في وجه الجماعات المتطرفة والإرهابية سيؤدي لبلوغ هذه الظاهرة مدى بعيدا في تجنيد أطفال وشباب كثر بما يتبنونه من فكر وممارسات غير أخلاقية وغير إنسانية. ولفت إلى أنه يحسب للقائد الحكيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه دائما ما يحرص على تبرئة الإسلام من السلوكيات والممارسات الخاطئة التي تنسب للإسلام بسبب بعض ممن ينتسب له، لذلك نجده أيده الله يؤكد بأن الإرهاب لا دين له ولا وطن. ونوه إلى أن التأكيدات المتواصلة والمواقف الأصيلة لخادم الحرمين الشريفين تجاه الإرهاب، جعلت كلمة ممثل السفراء المعتمدين لدى المملكة، سفير دولة بريطانيا جون جينكيز، يثني على قيادة الملك وسياسة المملكة الهادفة للبناء والتطوير ودعم الأمن والاستقرار على جميع المستويات، حيث وصف خادم الحرمين بالقائد الحكيم والسياسي المحنك الذي جعل من المملكة واحة للأمن والأمان، مضيفا أن هذه السياسة الحكيمة أعطت المملكة مكانة وثقلا سياسيا واقتصاديا ودينيا على جميع المستويات العالمية، وجعلتها محورا رئيسيا في محاربة الإرهاب والتطرف والأفكار المنحرفة ودعت العالم أجمع للوقوف صفا واحدا لما فيه مصلحة الجميع.. وختم بالقول: إن «هذه الرسالة الملكية ستوضح للعالم من هي الدول المحاربة للإرهاب بشكل فعلي ومن هي الدول التي ترفع الشعارات الإعلامية لأهداف سياسية وسوف تجعل الرأي العام العربي والإسلامي والدولي يحكم بنفسه وليست الشعارات الإعلامية والسياسية المضللة المدعية وقوفها مع حقوق الإنسان».