شدد محللون سياسيون سعوديون على أهمية زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى فرنسا، في ظل التحديات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، منوهين بجهود المملكة على المستوى الإقليمي والعالمي في مواجهة الإرهاب. وأكد المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين أن زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى فرنسا، تأتي في ظروف دولية غير اعتيادية تسببت في إحداث فوضى عارمة في المنطقة، وساعدت على تمدد المنظمات الإرهابية في المنطقة العربية حتى باتت تهدد السلم الدولي. وأضاف أن فرنسا تعتبر من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، والمؤثرة في المنطقة، ما قد يساعد في بلورة حلول دولية لمواجهة الإرهاب بأنواعه، وإنقاذ المنطقة من الفوضى العارمة التي تسبب فيها تجاهل المجتمع الدولي للمواجهة المباشرة مع الإرهاب الدولي والمنظمات الإرهابية بأنواعها. وأوضح البوعينين أن المملكة تسعى على جميع الصعد لتجنيب المنطقة العربية ويلات الدمار والفوضى، ويمكن القول إن زيارة الأمير سلمان لفرنسا جزء رئيس من الجهود السعودية الموجهة لتحقيق أمن واستقرار المنطقة وحماية بعض الدول العربية من التفكك والانهيار. وأردف قائلا: بشكل عام، يمكن لزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن تسهم في بلورة قرار دولي داعم لأمن واستقرار المنطقة ومواجهة الإرهاب وحماية الدول والشعوب من مآسي أصابت بعضها وستصيب بعضها الآخر في حال عدم مواجهتها بحزم من المجتمع الدولي. وفي السياق ذاته، قال الدكتور عبدالله القباع، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود: لا شك أن زيارة سمو ولي العهد تدل على اهتمام المملكة بتقوية وتعزيز العلاقات وخاصة في مثل هذا التوقيت الذي نشعر فيه بأن تقارب وجهات النظر بين البلدين يتجه بشكل جدي نحو مكافحة الإرهاب بكل أشكاله في جميع انحاء العالم. وأضاف: فرنسا تدرك أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تطالب جميع الدول والمنظمات الدولية باتخاذ موقف موحد إزاء قضايا الإرهاب التي بدأت تهدد النظام والاستقرار العالمي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. ونوه بأهمية التوقيت لهذه الزيارة، لا سيما أن المنطقة أصبحت ميدانا واسعا للعديد من التنظيمات الارهابية، الامر الذي يتطلب التنسيق الدولي، وتأتي الزيارة في هذا الإطار. ومن جهته أكد المحلل الاستراتيجي الدكتور عبدالله عبدالمحسن السلطان أن المملكة حريصة على مصالحها الدولية والإقليمية وتسعى إلى بناء علاقات استراتيجية واسعة لضمان سلامة أمنها واستقرارها. ووصف الزيارة بالإيجابية على كل المستويات، خصوصا من ناحية الاستفادة من الخبرات والتقنيات الفرنسية في العديد من المجالات الحيوية سواء كانت عسكرية أو أمنية أو استراتيجية. وأفاد بأن فرنسا تعتبر من الدول الصديقة للمملكة ولها مواقف دولية إيجابية عديدة تجاه المنطقة ولذلك فإنه من المهم أن تكون فرنسا إحدى الدول التي تدعم وتساند القضية الفلسطينية وتتفهم معاناة الشعب الفلسطيني. وألمح السلطان إلى أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في سبيل إعادة اللحمة العربية والتضامن العربي وهي لا تألو جهدا في سبيل لم الشمل العربي والإسلامي، بالإضافة إلى شبكة العلاقات التي تمتلكها المملكة، التي توظف من أجل المصالح العربية.