اختار مدرب ليفربول براندن رودجرز، الإيطالي ماريو بالوتيللي خليفة للأوروغواياني لويس سواريز. يتشابه الاثنان في الأداء على أرض الملعب، وأيضا بالمضايقات الإعلامية التي يتعرضان لها، لكن جماهير الريدز ستقف لا شك مع نجمها الجديد. سيخلف ماريو بالوتيللي النجم لويس سواريز في ليفربول، منذ رحيل الأخير يبحث النادي عمن هو قادر على تعويض لاعب بحجم سواريز وبقيمته الفنية. في المقارنة بين الاثنين، أعدت صحيفة «ذا ميرور» الإنجليزية تقريرا يبين تشابه الأداء، معتمدة على أرقام مواقع الإحصائيات العالمية، في آخر ثلاثة مواسم بالدوري. ويتفوق سواريز بالمعدل التهديفي، حيث أحرز منذ موسم 2011، 65 هدفا في البريميير ليغ. أما ماريو، فقد أحرز 40 هدفا أيام كان لاعبا في مانشستر سيتي وميلان الإيطالي، وهو تفوق في نسبة الأهداف التي أحرزها مقارنة بعدد الدقائق. ويتفوق الأخير أيضا في دقة التسديدات على المرمى، حيث وصلت نسبتها إلى 51.6 % مقابل نسبة 49.9 % للاعب برشلونة الجديد. على صعيد اللعب الجماعي، ظهر الفرق بنحو ملحوظ لمصلحة سواريز، إذ صنع 241 فرصة تهديف مقابل 81 لبالوتيللي. صحيح أن بالوتيللي يتفوق في عدد البطاقات الحمراء الموجهة إليه، لكن لا شك في أن الاثنين يجتمعان على التصرفات المصنفة «غريبة» داخل الملعب ويمكن الجزم بأن سواريز يتفوق على بالوتيللي في هذا الشق تحديدا، فمن يخطر بباله أن يعض لاعبا آخر في يده أو في كتفه؟ بعدما حسمت قضية انتقال بالوتيللي إلى «الميرسيسايد» لم تتوان إدارة النادي عن الطلب منه بالالتزام والتوقف عن التصرفات التي اعتبرتها «مجنونة». وأوردت صحيفة «ذا دايلي مايل» أن الاجتماع الأخير الذي حصل بين ممثلي اللاعب وممثلي النادي ركز على هذا الموضوع، وتعهد خلالها ممثلو بالوتيللي إظهار الالتزام والانضباط على عكس تجاربه السابقة كلها، بحسب تعبيرهم. يظلم دائما بالوتيللي بهذا الشأن، ولطالما عومل بشكل مغاير عن بقية اللاعبين. وإذا ما سئل عن موضوع «شغبه» يجيب بلغة المتعبين عما حصل معه، يأخذون كل ما يفعله ويضعونه في خانة الشغب. إن مازح رفيقه أو مدربه أو أي أحد، داخل الملعب أو خارجه، يصنف حينها ب«المشاغب»، تعب من عدم قدرته على تغيير الصورة، وحقيقة لا حاجة له بذلك، فليفعل ما يحلو له، لأنه مهما حصل فلن ينجو من العقاب، العقاب غير المستحق الذي أصدر حكمه الإعلام الإنجليزي والإيطالي. وهذه لعنة حلت عليه، لن ينجو منها، على الأقل في المدى المنظور. تبين ذلك بعد كأس أوروبا 2012 حين رأى الجميع أن بالوتيللي تغير، لكن، لا ينفع أي شيء مع الإعلاميين الذين باتوا يبحثون عن المادة الدسمة من خلاله. بالوتيللي صانع فرح، ورغم مزاجيته في بعض الأحيان التي تخلق جدلا في غرف الملابس، يظهر في الكثير من المواقف إنسانا لطيفا لا هم له إلا عائلته الصغيرة وزملاءه بالفريق ويتوقع أن تكون تجربة الأسمر الإيطالي مع ليفربول جيدة، هذا في الحد الأدنى، وذلك بعد مغامرته الناجحة في إنجلترا مع مانشستر سيتي، أما اختباره الحقيقي فهو مبني على الدعم الجماهيري الكبير لمشجعين لا يملون أبدا من دعم لاعبيهم. في ليفربول، تبدو الأمور إيجابية جدا مع وصول السوبر ماريو، فجماهير ملعب أنفيلد رود، وهذه من ميزتها، تدعم وتشجع لاعب فريقها مهما حصل معه ومهما تعرض لعقوبات أو حملات تشويه، وتجربة سواريز أظهرت ذلك بوضوح، حيث أعلنها الجمهور «لن تسير وحدك أبدا»، كذلك الأمر سيكون مع ماريو، لأنه لاعب بإمكانات الهداف القاتل، فهو يعطي كل ما لديه لفريقه ولجمهوره.