ودَّع ليفربول مؤخراً لاعباً، اعتاد على إثارة الجدل من حوله، ورحب أمس الأول الاثنين بلاعب آخر يضاهيه في ذلك، هو ماريو بالوتيلي الذي يشتهر بخلق المشاكل رغم إمكانياته البدنية والفنية العالية. وبعد رحيل الهداف لويس سواريز عقب تعرضه للإيقاف للمرة الثالثة بسبب عض منافس اختار بريندان رودجرز مدرب ليفربول أن يستعين بالمهاجم الإيطالي المثير للجدل لتعزيز الخط الأمامي. ويملك بالوتيلي كل الإمكانيات التي يحتاج إليها أي مهاجم، من سرعة وقوة ولمسة فنية رائعة ورؤية ثاقبة وإجادة التعامل مع المباريات الكبيرة والصعبة. لكن اللاعب الذي رحل عن مانشستر سيتي وانتقل إلى ميلانو قبل أن ينضم إلى ليفربول مقابل 16 مليون جنيه إسترليني (26.54 مليون دولار) ليس ببعيد أبداً عن الجدل. وقضى بالوتيلي عامين ونصف العام في مانشستر سيتي، واشتهر بالدخول في صراعات مع زملائه، وكذلك مع مدربه السابق روبرتو مانشيني، كما ارتكب الكثير من الأمور الغريبة خارج الملعب، مثل إشعال الألعاب النارية في منزله. كما سبق لبالوتيلي أن زار سجناً للنساء «لإلقاء نظرة عليه»، وارتدى قميص ميلانو أثناء ذهابه إلى محطة تلفزيونية لإجراء مقابلة بينما كان يلعب حينها في صفوف غريمه إنترناسيونالي. وربما تعدّ كل واقعة منفصلة بمنزلة الأمر المضحك، لكن هذا كله يرسم شخصية بالوتيلي، ويؤكد أنه سيجذب الأضواء في ليفربول. والسؤال بالنسبة لجمهور ليفربول: هل يستحق هذا اللاعب الصخب الإعلامي الذي سيحدث معه بعدما كان من المتوقع أن ينتهي هذا الأمر في النادي برحيل سواريز وانتقاله إلى برشلونة؟ ويعد المقابل المادي لصفقة بالوتيلي زهيداً بالنظر إلى عمره البالغ 24 عاماً وإمكانياته العالية، خاصة عند مقارنته بالمبالغ الكبيرة التي تنفقها أندية أخرى لضم لاعبين أقل شهرة. ويملك بالوتيلي سجلاً حافلاً في ميلانو؛ إذ سجل 26 هدفاً في 37 مباراة دخلها في التشكيلة الأساسية، كما سبق له إحراز 20 هدفاً في 33 مباراة مع سيتي. لكن في المقابل تعرض بالوتيلي للطرد أربع مرات خلال وجوده في صفوف سيتي؛ وهو ما يثير تساؤلات كبيرة حول التزامه وانضباطه. وأشاد رودجرز بإمكانيات بالوتيلي عندما التقى ليفربول مع ميلانو في مباراة ودية بالولايات المتحدة قبل انطلاق الموسم الجاري، وقال آنذاك «بالوتيلي صاحب موهبة كبيرة». وأضاف «يملك كل الإمكانيات المطلوبة؛ إذ يمتاز بالطول، وهو صاحب لمسة رائعة، ويستطيع تسجيالأهداف. وإذا لعب بتركيز يكون مثالاً للاعب الرائع الذي يكون بوسعه تمثيل أي فريق في العالم». ويبدو أن رودجرز يشعر بقدرته على استخراج أفضل ما لدى بالوتيلي في ظل امتلاك اللاعب أيضاً سلسلة من القصص الخيرية المثيرة. وسبق لبالوتيلي أن دخل مكتبة الجامعة، ودفع كل الغرامات المفروضة على الطلاب، كما ذهب إلى محطة وقود، ودفع ثمن ملء خزانات وقود لكل الحاضرين، كما دفع ثمناً لإقامة مجموعة كبيرة من المشردين في مانشستر لليلة واحدة في أحد الفنادق. ولم تمر هذه الوقائع مرور الكرام على رودجرز عندما كان يتولى تدريب سوانزي سيتي في 2012. وقال رودجرز: «يشير ذلك إلى أنه يملك قلباً ذهبياً، وهذا سبب تمسك مانشستر سيتي باللاعب. يتسم بعض اللاعبين بالتصرفات الغريبة، لكنها ربما تكون إيجابية». وأضاف «يكون الأمر أشبه بمشكلة إذا لم تكن التصرفات الغريبة إيجابية، لكنه يبقى من الممكن التعامل مع ذلك طالما كانت التشكيلة لا تضم الكثير من هذه النوعية من الأشخاص». وتضم تشكيلة ليفربول الحالية مجموعة كبيرة من المواهب الشابة الصاعدة ولاعبين أصحاب نزعة هجومية، ولديهم رغبة كبيرة في النجاح، بعدما احتل الفريق المركز الثاني في الدوري الموسم الماضي. لكن إذا كان ليفربول يرغب في المنافسة مجدداً على اللقب فإن بالوتيلي سيكون مطالباً - مثل سواريز - بأن يتخلص من حبه لذاته والتركيز على مصلحة الفريق؛ حتى يمثل صداعاً للمنافسين كما سبق أن فعل الأمر ذاته مع العديد من مدربيه السابقين.