أطل الفنان جميل محمود على الجمهور بعد غياب دام أكثر من 20 عاما وأعاد برنامجه التلفزيوني "وتر وسمر"، الذي كان يعده ويقدمه للقناة السعودية الأولى مطالع الثمانينيات الميلادية، إلى الأذهان من خلال الأمسية التي شهدها منتدى السالمي الثقافي، مساء أول من أمس والتي صفق جميل محمود لفرسانها كثيرا مرددا عبارته الشهيرة "حلو كتير" التي كان يرددها كثيرا في برنامجه المعني بالإرث الفني والموسيقي المحلي في السعودية. وقال محمود الذي تحدث في حفل تدشين كتاب "أغاني الطائف المأنوس": إن الفن السعودي بحاجة إلى إعلام يقدمه للعالم، ويعرفه على مدى قوة ماضينا وما نحمله من موروث، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن شعب الجزيرة شعب عظيم معطاء يتلقى الحضارات ويتأثر بها ويؤثر فيها. وأضاف أن هناك فجوة بين المجتمع الفني والشباب قائلا: نحن من صنع هذه الفجوة، مطالبا بمد جسور التواصل لتقديم فن راق يليق بتاريخ الفن في السعودية. وتفاعلا مع جهود السالمي، قال محمود "لو يجوز أن نعمل تماثيل لعملنا لحماد السالمي تمثالا نظير جهوده لخدمة الفن والطائف وتاريخها، لكن له تمثال في قلوبنا". وكان الفنان محمود قد شهد الأمسية الثقافية الفنية التي نظمها منتدى السالمي، قدم خلالها كتاب "أغاني الطائف المأنوس" الذي قال عنه مؤلفه حماد السالمي إنه يوثق لفترة فنية من تاريخ الطائف، وشارك الفنان جميل محمود في الأمسية الفنية بأغنية "سمار يا سمار" من ألحانه وكلمات الشاعر الغنائي الراحل عبدالرحمن حجازي "الغامدي"، ذاكرا أنه يغني في الطائف للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات. وشهدت الاحتفالية مشاركة عدد من الفنانين والمثقفين، فيما قال الفنان طلال الطائفي: إن كتاب أغاني الطائف يخلد مرحلة مهمة من تاريخ الحركة الفنية في الطائف، المدينة التي كانت تمثل أحد أهم معاقل الفن في المملكة إلى جانب مكةالمكرمةوجدة، وطالب الطائفي بتغيير مسمى منتدى السالمي إلى الثقافي الفني لكي يجد الفنانون لهم موقعا إلى جانب المثقفين والأدباء. وتحدث عدد من الفنانين من بينهم الفنان حسن إسكندراني، وأحمد مكي، عن أهمية الكتاب الذي سموه بالموسوعة الفنية عن أغاني الطائف، مشيرين إلى أن الطائف تعد منبعا من منابع الفن الغنائي الجميل على مستوى المملكة بل العالم كله. وكرم منتدى السالمي الشاعر الغنائي يوسف رجب، الذي جاء على كرسيه المتحرك من دار الرعاية الاجتماعية للمشاركة في الحفل، الذي اختتم الحفل بأغان شارك فيها الفنانون سعد العاطف، وحسن إسكندراني، وأسامة البار، وقدموا عددا من أغاني الطائف وأغنية من كلمات الشاعر يوسف رجب. يذكر أن كتاب "أغاني الطائف المأنوس" الذي أنجزه السالمي يضم بين دفتيه دراسة عن الفنون الشعبية في الطائف وعلى رأسها المجرور، والمجالسي والحدري ونحوه، وظهر فيها أقدم مغنٍّ طائفي هو الشريف هاشم، وكشفت الدراسة عن 30 صوتا غنائيا عربيا تغنوا بأغنية الطائف الشهيرة "يا ريم وادي ثقيف"، وهي من كلمات الأمير عبدالله الفيصل، وألحان طارق عبدالحكيم، إضافة إلى رصد وتوثيق للنصوص الشعرية الغنائية التي تذكر معالم الطائف وجمالياتها، وألحان الطائف منذ عهد قديم. ويعد الكتاب الأول من نوعه عربيا بحسب السالمي، وصدر مقروءا ومسموعا ومرئيا، ورصد 103 أصوات غنائية مسموعة و130 صوتا مسموعا، من نتاج شعراء وملحنين ومغنين سعوديين وخليجيين ويمنيين ومن الشام ومغنية تركية ومغنية إسبانية.