أكد محللون سياسيون سعوديون على أهمية زيارة سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى باكستان في هذا التوقيت، حيث تعيش المنطقة حالة من التحولات، خصوصا الأوضاع في سوريا، معتبرين أن العلاقات الاستراتيجية المتينة التي تربط البلدين تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق. وأكد الدكتور فؤاد برادة، أستاذ علوم سياسية بجامعة الملك عبدالعزيز على متانة العلاقات السعودية الباكستانية التي تمتد لعقود طويلة من التعاون الاقتصادي والاستراتيجي والعسكري والسياسي، مشيرا إلى أنه لم تشهد هذه العلاقة منذ تأسيس الدولة الباكستانية أي فتور أو توتر بل تزداد قوة مع مرور الوقت. وأضاف أن ما تمثله العلاقات بين البلدين في جميع المجالات من تعاون اقتصادي عبر تواجد العديد من العمالة الباكستانية في المملكة تعمل في المجالات التقنية والفنية وخبراء في القطاع الصحي والهندسي والإنشاء. وأوضح برادة أن باكستان دولة مسلمة ومن الداعمين الأساسيين لمنظمة التعاون الإسلامي منذ إنشائها تتمثل في التعاون الوثيق والتنسيق بين المملكة وباكستان في المحافل الدولية والدعم المستمر لكل القضايا التي تهم البلدين والبلدان الإسلامية. وشاطره الرأي المحلل الاستراتيجي إبراهيم ناظر، الذي أكد بدوره على توقيت الزيارة، خاصة أنها تأتي في ظل متغيرات التحالفات الاستراتيجية في المنطقة. واصفا العلاقات السعودية الباكستانية بأنها عصب رئيس في العالم الإسلامي. وأضاف بأن هذه الزيارة تؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية، وأهمية التواصل مع الأصدقاء في المنطقة. من جانب آخر، أكد المحلل الاستراتيجي فضل سعد البوعينين أن الإرهاب يعتبر أولوية في اللقاء السعودي الباكستاني، منوها بدور المملكة وإسلام آباد في مكافحة الإرهاب العالمي. وأوضح أن باكستان من الدول الإسلامية المهمة القادرة على ممارسة دور أكبر وإيجابي لدعم أمن المنطقة، خاصة في مواجهتها للتنظيمات الإرهابية. مشددا على أن أي مواجهة فاعلة للإرهاب لا يمكن تحقيقها بمعزل عن باكستان التي لها تأثير قوي في أفغانستان في الوقت الذي يمكن أن يكون لإيران قدرة على التأثير السلبي في باكستان وبما ينعكس سلبا على المنطقة.