رأى عدد من المحللين السياسيين السعوديين، أن الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاسلامي، يأتي في توقيت مهم للغاية، مشيرين في تعليقات ل «عكاظ»، إلى أن التوترات الإقليمية والتطورات الدراماتيكية في عدد من البلدان الإسلامية تضع أهمية مضاعفة على هذا الاجتماع، الذي ينبغي أن يخرج برؤية جديدة لوضع حد لحالة عدم الاستقرار والانفلات الذي يعرض أمن المنطقة للخطر.. واعتبر المستشار الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي، أن الاجتماع يأتي في توقيت مهم، نظرا للأحداث المتسارعة التي تعيشها المنطقة والتطورات التي تحدث داخل عدد من البلدان الاسلامية. وقال إن هناك ملفات صعبة ودقيقة سوف تطرح على طاولة الاجتماع، ومنها القضية الفلسطينية التي لا زالت تبحث عن حل يكفل للشعب الفلسطيني حريته وكرامته وعودة اللاجئين إلى اراضيهم، والملف السوري والذي سوف يخضع لمناقشة صريحة في محاولة لإيجاد مخرج لهذه المأساة. واشار إلى أن هناك عددا من الملفات الساخنة مثل الاوضاع في ليبيا والعراق والاقليات المسلمة في العالم وما يتعرض له المسلمون من شتى انواع التفرقة العنصرية والتعذيب والقتل والتهجير وخاصة في ميانمار وافريقيا الوسطى. وتوقع عشقي أن يصدر عن الاجتماع قرارات مهمة تعكس أهمية هذا التجمع الوزاري الاسلامي. من جهته، أفاد المحلل السياسي ابراهيم ناظر إلى أن دعوة منظمة التعاون الاسلامي لهذا الاجتماع جاء في وقته نظرا للأوضاع التي احدثتها التداعيات الامنية في المنطقة والتدخلات الاستخباراتية والعسكرية لبعض الدول في زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة تحت غطاء مكافحة الارهاب. واوضح أن الاجتماع سيكون له صدى دولي كبير من حيث إن المجتمعين يمثلون وزراء خارجية كل الدول العربية والاسلامية، ودول العالم سوف تنتظر ما يتمخض عنه هذا الاجتماع بعين الاعتبار. وأفاد بأن وزراء خارجية الدول الاسلامية مطالبون بتبني استراتيجية فاعلة وحاسمة للتصدي لظاهرة الارهاب المنتشرة عبر الحدود، والتأكيد على براءة الدين الاسلامي الحنيف من هذه الظاهرة بكافة اشكالها وصورها. وأعرب الناظر عن أمله أن يتم وضع آليات جديدة في مواجهة الدول التي تساعد وتمول الحركات والجماعات الارهابية سواء من دول داخل المنظمة أو خارجها. بدوره، استبعد المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين، أن يتوصل الاجتماع الوزاري إلى وضع حلول ناجعة للأزمات التي تواجه العالم الإسلامي وهي كثيرة ومتنوعة ومتشعبة. وأعرب عن اسفه أن الاجتماعات الإسلامية لا تحقق الهدف المنشود منها وهذه حقيقة يجب أن تتم مواجهتها بكل شفافية ووضوح، مبينا أن العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال تعاني من مشكلات عميقة وما زال التركيز على القضية الفلسطينية التي لا أمل في حلها بأدوات العالم الإسلامي الحالية. وتمنى البوعينين ان تركز الاجتماعات الإسلامية على التنمية وحفظ كرامة الإنسان التي تنتهك بالقتل والترويع والتشريد لأسباب مرتبطة بفتاوى جهادية تصدر دون ضبط او محاسبة، وقال «نريد ان تتحول الدول الإسلامية من المواجهة والقتل والفوضى الى التنمية والتعليم والتقدم، فهل هم قادرون على فعل ذلك».