في وقت ليس ببعيد ذكرنا بخطر آفة التدخين وما تحمله من مخاطر صحية تصل للوفاة ومادية بالغة تقدر خسائرها سنويا 5 مليارات ريال بسبب استهلاك التبغ وآثاره والرعاية الصحية لأمراضه سنويًا في المملكة.. وناشدنا المسؤولين برفع سعر السجائر لأقصى حد مقارنة بأسعارها عالميا لكي تكون حاجزاً قد يمنع الكثيرين من شرائها للتخلص من تلك الآفة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد شنت الحرب على التبغ قبل عقد من الزمن وتوصلت إلى اتفاق إطار بشأن مكافحة التدخين في أول معاهدة دولية للصحة العامة تبنتها 179 دولة منذ دخولها حيز التنفيذ عام 2005. اليوم، دعت المنظمة إلى فرض قيود أكثر صرامة على «السجائر الإلكترونية» وتنظيم بيعها واستخدامها ومنع تدخينها في الأماكن المغلقة، وحثت الحكومات على الحد من الإعلان عن هذا النوع من السجائر وحظر بيعها للقاصرين، وأعلنت المنظمة في تقريرها المنتظر منذ فترة طويلة عن قلقها من تحكم شركات التبغ الكبرى بسوق تقدر قيمتها ب 3 مليارات دولار. وحسب المختصين أن تلك السيجارة الإلكترونية قد حملت في طياتها الكثير من الأضرار منذ ظهورها في الصين عام 2004 حيث تم إنتاجها، ثم تحولت للتسويق في العديد من الدول.. وهي عبارة عن أسطوانة بها خزان لاحتواء النيكوتين السائل؛ ومع أنها تتخذ شكل السيجارة العادية إلا أنها تحتوي على بطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان، ولكن تعمل على تسخين النيكوتين الممزوج بالعطور مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين؛ وفي ذلك أكد العلماء، أن أي مادة غريبة تدخل إلى الرئة قد تتسبب في إتلافها أو تهيجها، في حين لا تملك أي وسيلة للحماية غير إفرازها للمخاط العازل أو التحفيز على السعال. وتقول المنظمة إن المتاجرين بهذه السجائر استخدموا بعض الوسائل غير المشروعة للترويج لمنتوجهم على أنها وسيلة ناجعة للإقلاع عن إدمان التدخين، رغم الأضرار التي تحملها في طياتها. من جانبها أطلقت جمعية القلب الأمريكية، نداء لإقرار تشريعات مشددة تتعلق بالسيجارة الإلكترونية، منها حظر بيعها للقاصرين والحد من الحملات الدعائية المروجة لبيعها.. وقالت رئيسة الجمعية نانسي براون «في السنوات الخمسين الماضية، أدى التدخين إلى وفاة 20 مليون شخص، مبينة أن بعض الدراسات الحديثة تدعو إلى القلق، إذ تشير إلى أن السيجارة الإلكترونية تحفّز الشباب على التدخين العادي، وأنه لم يثبت حتى الآن تمكنها من المساعدة على الإقلاع من عدمه». مخاطر كثيرة تطفو على السطح كل يوم محدقة بالبشرية، فوجب التحذير منها تكرارا ومراراً لكي نتمكن من العيش في أمان.