أخطاء نوري المالكي، تعيد التوازن الجديد في المنطقة وتسقط بشار الأسد فبعد سقوط الموصل تأكد أغلب المتابعين لسياسة المالكي أن أسباب السقوط وتنامي قوة داعش في المنطقة كانت من خلال ضرب نوري المالكي صحوات العراق بكل الأساليب السياسية الممكنة رغم نجاح وتكاتف صحوات العراق في محاربة ودحر تنظيم القاعدة في العراق وكان من المفترض على المالكي أن يكافئ هذا الانتصار ويتبنى تجمع صحوات العراق لكنه حاربها وأقصى الطائفة السنية في العراق عن الحراك السياسي مما أدى إلى نقمة السنة العراقيين على المالكي والشروع في انتفاضة على الحكم فسقط خلالها نوري المالكي. ولطالما تساءلنا: داعش تحارب من، هل تحارب نظام بشار الأسد. لكنها إلى الآن لم تشن معركة واحدة ضد نظام بشار الأسد إلا في الأيام الماضية القليلة شن بشار الأسد معركة جوية على مواقع داعش لإثبات محاربته للإرهاب أمام المجتمع الدولي، وسقوط مطار الطبقة أيضا يعطي حدودا جديدة لدولة الخلافة ويربطها بالموصل ويسهل عملية الإمداد من وإلى العراق لذلك لا تعتبر معركة حقيقية ضد نظام بشار الأسد إنما استراتيجية جديدة لداعش. ومما يعزز احتمالية سقوط بشار الأسد هو التنازل الإيراني الكبير عن المالكي بعد فشله المدوي في العراق، ويدعو إلى التساؤل هل بات الأسد ورقة تفاوض ضعيفة للمساومة على أكبر وقت ممكن لصمود الأسد والاستفادة بآخر فرص تواجده في سدة الحكم والاستفادة منه، لكنه بات اليوم لا يستطيع إعطاء إيران مكاسب أكثر من السابق فبعد الانشغال الروسي بالقضية الأوكرانية والعقوبات الجديدة على روسيا والتنازل الإيراني عن المالكي وبعد خطابه الأخير عند إعلان إعادة انتخابه وعد الشعب السوري بإعادة الإعمار واسترداد المناطق التي سقطت ولم يتحقق شيء من وعوده أو أمنياته، وإلى الآن محافظة كاملة «الرقة» تحت سيطرة داعش والمناطق الأخرى موزعة تحت سيطرة الجيش الحر وقد وعد بتطبيق خطة استعادة حمص على حلب وأريافها ولم يستطع وعلى ما يبدو أن حزب الله لم تعد لديه الأوامر للانخراط انخراطا كاملا في هذه الحرب. بالمقابل الحقيقة التي يتردد الرئيس أوباما الاعتراف بها «بأنه أخطأ» بالتعاطي مع الثورة السورية ونظام الأسد ويبدو التخوف الأمريكي من تنفيذ عمليات إرهابية داعشية داخل أمريكا ستحرج الرئيس أوباما وهي التي ستجبر الرئيس الأمريكي على اتخاذ مواقف عسكرية في سوريا. ولكن هل سينتظر أوباما إلى إجباره للاعتراف بهذا الخطأ بعد التصريحات التي يصرح بها بعض أعضاء الكونغرس كما صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي أن «داعش» لا يمكن أن تهزم ما لم تتخذ الولاياتالمتحدة أو شركاؤها إجراءات عسكرية على المسلحين في سوريا ولكن في نهاية المطاف سوف نهزمه. مبينا الكيفية التي يمكن للولايات المتحدة وشركائها هزيمة هذا التنظيم قائلا: «هل يمكن هزم «داعش» دون معالجة هذا الجزء من المنظمة التي تتواجد في سوريا. والجواب هو لا».