لا أعلم إذا كان الاتحاد تجاوز موقعة الشرائع أم أصابته العين في مقتل، (على اعتبار أن المقالة كتبت قبل إقامة المباراة)، ولا أعلم إذا كان الاتحاد لحق بركب المنافسين وعرف مدربه كيف يحصن لاعبيه، أم سقط ضحية لفلسفة تدريبية غريبة أجهضت على كل أحلامه الوردية في غمضة عين، ليذهب بعدها القروني مباركا للعيناوية بلوغ دور نصف النهائي، دون أن يشعر بقيمة فريقه كبطل يستطيع المراهنة عليه في أي وقت بقلب مرتاح. ولكن الذي أود أن أطرحه اليوم في نبض حروفي هو مجموعة تساؤلات صارحت بها نفسي قبل أن أبوح لكم بها، ولم أجد لها إجابة على الرغم من تقليبي لأفكاري يمنة ويسرة، ولكن بقي السؤال عالقا في ذهني وهو الأهم لما بعد خسارة الاتحاد لقضيته مع الاتحاد الآسيوي سواء فاز على العين أو لم يفز. كيف سيكون التعامل المستقبلي مع الاتحاد الآسيوي وقراراته القاسية بحق أنديتنا دون الاقتراف بما يفعله الآخرون؟ وماهي الأدوار التي يجب أن يقوم بها ممثلونا داخل لجان الاتحاد القاري دعما لقضايانا ومواقفنا وحفاظا على مصالحنا الكروية؟ كل ذلك لا بد أن يكون واضح وشفاف أمام الرأي الرياضي وأيضا تثمين للجهود المبذولة من ممثلينا، حتى يتسنى لنا كمهتمين بالرياضة أنصافهم، وتقديرا لعطاءتهم من أجل نصرة أنديتنا، وأما إذا كان ممثلونا الذين نحترمهم ونجلهم كأشخاص لا نحس بجودهم إلا من خلال أخبار قصيرة.. ممثل راح.. وممثل عاد، دون ملامسة حقيقية لدورهم على أرض الواقع كما كان في السابق أو أنهم لا يؤدون أو أن قدراتهم الذاتية لا تساعدهم على أن يؤدون بالشكل المطلوب الذي يعكس مكانة وسمعة الكرة السعودية على مستوى القارة، فإن الكرة برمتها في مرمى اتحاد الكرة للإجابة على السؤال الأكثر أهمية.. هل سيكون هناك تحرك لسلطات الرياضية في إعادة نظر لوضعية ممثلينا في الاتحاد القاري بعدما أنجلت الصورة وتكشفت الأوراق عن حقيقة دورهم الذي ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يتجاوز الدور الإلكتروني الذي لمسناه من بعضهم في أزمة الاتحاد دون حياء أو خجل؟ حقيقة لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا فقرار حرمان الجماهير بقدر ماهو قاس بحق الاتحاد فإنه أيضا كاشف عن مدى تأثيرنا القاري الذي وضع على المحك مقارنة بتمثيل الدول الأخرى، فاللأسف في الوقت الذي كنا ننتظر من ممثلينا أن يشمروا عن سواعدهم ويذهبوا ويطرقوا الأبواب المغلقة بحثا عن إنصاف الاتحاد، وجدناهم يتلاعبون بمشاعرنا بتغريدات تويترية هدفها الأول والأخير زيادة عدد المتابعين فقط، انساق خلفها من كان متعطشا من الجماهير الاتحادية. للأسف دور ضعيف وتقاعس فاضح مع قضايا أنديتنا، وتفاعل محدود لا يليق بنا كأحد الأركان المهمة في حركة كرة القدم الآسيوية هذا إذا آمنا أصلا بأن هناك تفاعلا يحرك البوصلة في لجان الاتحاد الآسيوي، وأسماء لا أعرف كيف وصلت إلى كولالمبور؟ ولا كيف ترشحت!! وماذا أنجزت؟!! وهل كانت بالفعل الأجدر والأفضل بتمثيلنا القاري أو أن وراء الأكمة ما وراءها في الاختيارات.