لم يكن أسوأ من قرار الاتحاد الآسيوي بحق نادي الاتحاد بحرمانه من جماهيره في مواجهة العين في إياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا إلا تبريرات عضو لجنة المسابقات اليمني حميد الشيباني الذي أراد أن يمرر علينا حيادية القرارات التي تصدر من كوالالمبور، وكأننا سذج، أو للتو عرفنا الطريق نحو كرة القدم. يقول الشيباني ان الاتحاد الآسيوي سبق وأن أنذر الاتحاد غير مرة بسبب قيام جماهيره برمي المقذوفات النارية، وأن هذه العقوبة وإن كانت قاسية لكنها تأتي وفق اللوائح، دون أن ينسى أن يبدي حزنه العميق وأسفه الشديد على هذه العقوبة (المستحقة)، وكأنه أراد بذلك إكمال سيناريو العقوبة المفصلة. لم يكتفِ الشيباني بتبريره الساذج، بل أصر على استغبائنا حينما أراد التبرير لواقع لجنته المشبوه ومن خلفه الاتحاد القاري المختطف إزاء الأحداث التي نراها في كل المباريات التي تقام في إيران، والتي يمارس فيها كل أنواع التجاوزات حيث ترفع الشعارات الدينية والسياسية، وتستخدم فيها المقذوفات النارية كحالة طبيعية وليست طارئة، وكلها تصرفات يجرمها (الفيفا) قبل أن يجرمها الاتحاد الآسيوي، حيث يقول الشيباني انهم فرضوا عقوبات مالية على الأندية الإيرانية! هذا التبرير إن كان يكشف عن شيء فهو يكشف عن أن تلك العضلات الحديدية التي يستعرضها الاتحاد الآسيوي في وجه الكرة السعودية تتحول فجأة إلى عضلات بالونية متى كان المقابل طرفا آخر، وإلا فأي منطق هذا الذي يجعل الغرامة المالية هي وحدها الرادع لكل تلك التجاوزات الخطيرة التي بدت كفرض عين يؤدى في كل مباراة تقام في إيران ويكون طرفها فريقا خليجيا وسعوديا على وجه الخصوص. واقع ما يحيق بكرتنا في دهاليز بيت الكرة الآسيوية في كوالالمبور لا يمكن تحميله للشيباني ولجنته ولا حتى لرئيس الاتحاد الآسيوي السابق والحالي بل لواقعنا نحن في المشهد القاري حيث باتت الكرة السعودية حلقة ضعيفة بين الحلقات الأقوى، والسبب ضعف التمثيل السعودي سواء على مستوى اللجنة التنفيذية باعتبارها مطبخ القرارات الكبرى أو في اللجان، وهو واقع أصبحنا ندفع فاتورته منذ غياب عبدالله الدبل بوفاته رحمه الله. تلك حقيقة لا يمكن تجاوزها أو الاستدارة عنها، حيث يكفي أن نستحضر أزمة أنديتنا ومنتخباتنا مع التحكيم، والعقوبات التي تطال أنديتنا في كل عام، ولا ننسى يوم أن تم توجيه إدانة للأمير سلطان بن فهد إزاء امتعاضه من التحكيم بعد إحدى مباريات المنتخب، وغيرها من الأحداث الكثيرة وآخرها فشلنا في استحقاق الرئاسة حينما اضطر المرشح السعودي حافظ المدلج للانسحاب من السباق لعجزه عن فرض نفسه كمرشح الأمر الواقع؛ ليفوز مرشح البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم بقوته الشخصية داخل الاتحاد الآسيوي، وقدرته على فرض التحالفات التي أجلسته على كرسي القارة الكبير. لم يعد أمام تلك الأحداث إلا الاعتراف بحتمية معالجة هذا الواقع، وذلك بسحب مرشحين ممن اثبتوا فشلهم، ودعم آخرين ممن يمكن التعويل عليهم؛ خصوصاً ولم يعد غائباً عنا أن بيت الكرة الآسيوية يحفل بوجود (لوبي) قوي بات قادراً على فرض خياراته، فيما ممثلو الاتحاد السعودي يقفون على هامش صناعة القرارات يكتفون بالفرجة لعجزهم عن فرض نفسهم كما كان يفعل عبدالله الدبل الذي كان يملك دعماً قوياً من قمة الهرم حيث الأمير فيصل بن فهد ويملك قدرات خاصة فرضت الكرة السعودية كصانع للحدث وليس مجرد شاهد عليه!