عندما رحل عن دنيانا في الثامن من يونيو الماضي الفنان الكوميدي الجميل محمد أبوالحسن فقدت الساحة فنانا استهون البعض ببعض من عطاءاته، رغم أنه واحد من أهم الأسماء التي قدمت كوميديا المسرح بكافة صنوفها بما في ذلك «التهريج» كون هذا اللون غدا مطلوبا في فترات ما من عالم المسرح في مصر ولاسيما في ثمانينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي انفتح فيها المسرح المصري على المشاهد العربي والخليجي بشكل عام، كما أن «أبو الحسن» عمل في المسرح الجاد ومسرح الفالس وكل ألوان التعاطي مع المسرح كفن أصيل ولعل عمله مع فؤاد المهندس ونجوم مسرحية «سك على بناتك» وهي نفس المرحلة التي شارك فيها بمسرحيات عديدة مثل: «المتزوجون» قبل أن يتركها قبل تصويرها، «من أجل حفنة نساء»، «حاول تفهم يازكي» ومن مسرحياته التي كانت واضحة الملاح فيها بطولته «حاجة تلخبط» عام 1971 عندما شارك نجمة المسرح المصري اليهودية نجوى سالم والتي أسلمت فيما بعد لتتزوج الصحفي المصري بالأخبار يومها عبدالفتاح البارودي، كان واحدا من علامات مسرح الثمانينيات، والذي لايعرفه كثيرون عن محمد أبو الحسن أنه أدرك نجيب الريحاني طفلا وعمل معه وفي مسرحه، فمحمد أبو الحسن عبدالله وهذا هو اسمه الكامل ولد في القاهرة في 19 يوليو 1937 أي أنه رحل عن 77 عاما بعد أزمة قلبية مفاجئة كان قد أجرى قبلها العديد من عمليات القلب خلال العشرين عاما التي سبقت الرحيل وكثيرون هم من وقف معه في تكاليف ونفقات العلاج، قال لنا في «عكاظ» مرة من الذين أحب أن توصلوا شكري لهم إعلاميا بعطائهم الجميل في فترات علاجي كانت السيدة الفنانة سهير رمزي عندما كانت زوجة للبورسعيدي سيد متولي، كذلك السيدة الراحلة تحية كاريوكا والزميل نجاح الموجي -رحمه الله- الذي سعى كثيرا لتأمين ما كان ينقص علاجي في فترات عديدة. محمد أبو الحسن -رحمه الله- كانت له إطلالاته المسرحية في صيف جدة غير وعدد من مدن المملكة مع المسرحي والمنتج السعودي خالد الحريبي الذي جاء بعدد كبير من نجوم المسرح المصري إلى جدة للمشاركة في مسرحيات عديدة كان منهم أحمد بدير وسعيد صالح -رحمه الله- ومحمد الصاوي ومحمد متولي والمنتصر بالله ويونس شلبي رحمه الله، كذلك عمل مع وسام تونسي في كورنيش جدة في مسرحية مع عبدالمجيد الرهيدي وياسر عوكل عدة مرات. تخرج أبو الحسن في كلية الزراعة 1960 وعمل مهندسا زراعيا ثم عين في التلفزيون في الإخراج والتمثيل في برامج الأطفال بدأت مشكلات وآلام القلب معه منذ العام 1986 عندما نقل مباشرة إلى باريس حيث غيرت لقلبه 7 شرايين وعانى كثيرا من الأمراض بعد ذلك. وفي السينما كان لأبي الحسن حضور واضح منها في أقلام «نص دستة مجانين، شاويش نص الليل، مجانين على الطريق، إلى من يهمه الأمر، إنهم يقتلون الوجش، البرنس، حسن بيه الغلبان».. حكى لي محمد أبو الحسن في كثير من المناسبات والتقائنا في القاهرةوجدة عن تلك الفترة التي كان يتلصص على كواليس مسرح الريحاني إلى أن رآه مرة نجيب الريحاني وأشركه في عمل مسرحي وهو لما يزل طفلا.