دحض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا مزاعم دعم المملكة لتنظيم داعش أو المشاركة في تمويل مقاتلي هذا التنظيم المتطرف. وقال سموه: «يجب على العالم أن يعلم تماما أن غالبية المسلمين، سواء السنة أو الشيعة أو المذاهب الأخرى، رفضوا ما تحمله هذه الجماعة من فكر ولم يعترفوا بها مطلقا».وأبدى الأمير محمد بن نواف تحفظه الشديد على إطلاق مصطلح «الوهابية» للإشارة إلى العنف أو التطرف، وذلك في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية أمس، ردا على الكاتب ريتشارد نورتون تايلور الذي استخدم هذا المصطلح في التلميح إلى دعم «داعش»، حيث كتب سموه «الوهابية ليست مذهبا مستقلا في الإسلام، بل هي تمثل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في إحياء ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم». وشدد على أن السعوديين لا يقبلون أبدا إطلاق مصطلح «الوهابية»، مستحضرا ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قبل ثلاثة أعوام حين قال «بعض الناس استخدم كلمة الوهابية لوصف رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وذلك لعزل المسلمين السعوديين عن بقية العالم الإسلامي». ولفت إلى ما ترمي إليه بعض الحكومات ووسائل الإعلام وبعض المحللين السياسيين من وراء إطلاق هذا المصطلح، في وصف الحركات المتطرفة، بدءا من طالبان في أفغانستان، ومرورا بالقاعدة، وانتهاء بداعش، على أنه الخطر الإسلامي الذي يواجه الحضارة الغربية، وقال «بينما هذا الرأي لا يتفق أبدا مع مبادئ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي دعا في القرن الثامن عشر الميلادي إلى التمسك بالقيم التي يحملها القرآن الكريم، والتعاليم التي يهدينا بها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصواب، والتي تنص على المحافظة على الحد الأقصى لحياة الإنسان، حتى في الجهاد، فهو يبث التسامح ويدعم حقوق الرجل والمرأة». ونوه الأمير محمد بن نواف بالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2008، مع إنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، وكذلك عقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض عام 2005م، حيث أعلن فيه عن تأسيس مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب بدعم مالي بلغ 200 مليون دولار من المملكة. وأكد قوة الأجهزة المعنية في المملكة في محاربة الإرهاب، وقال «نحارب الإرهاب داخل حدودنا كل يوم، بل كل ساعة، ويتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي إمام مسجد يلاحظ عليه حمل آراء متطرفة، أو يحاول تحريض المصلين على العنف»، لافتا سموه إلى التحذيرات التي وجهت إلى المواطنين بعدم الانضمام إلى داعش أو أي جماعة إرهابية دولية أخرى، أو المشاركة في أي صراعات مستعرة ومحتدمة في المنطقة. وأشار إلى أنه يتم القبض على كل من سولت له نفسه الانجراف وراء هذه الجماعات، وإخضاعه للمحاكمة. وأضاف: «إنني اعتبر ما قاله نورتون تايلور بأننا (لا أخلاقيين وبلا مبادئ) هو اتهام خطير يصل إلى حد الإساءة والإهانة لمجتمع ساهم في مكافحة هذه الظاهرة، في الوقت الذي تقتضي فيه الأمانة الصحفية والأخلاقية أن يكون الكاتب دقيقا عبر المعلومة والتوثيق، بينما يبدو أن نورتون تايلور يفضل بسهولة أن يشير بالاتهام إلى بلد ودين لا يعرف سوى القليل عنهما»