أوضح المستشار الاقتصادي اسامة يماني أنه اذا استطعنا تفكيك الخطاب الإرهابي نكون قد نجحنا في القضاء على التربة الحاضنة للإرهاب، فالخطاب التكفيري آلية من الآليات التي أوجدت القاعدة وداعش والتطرف والكراهية والارهاب. وأضاف: خطورة الخطاب الإرهابي تظهر جليا في قدرته على جذب الشباب الذي يعيش في أوروبا والغرب والشرق بعيدا عن الأزمات الاقتصادية اوالاجتماعية لان مفردات الخطاب الإرهابي مثل كراهية الدنيا وتكفير الآخر او تفسيقه والمفهوم الخاطئ للجهاد الذي لم تراجع مفرداته ومصطلحاته وتجييش المجتمعات وغير ذلك من أفكار تم نشرها لسنوات عديدة، فوجد الخطاب التكفيري تربة خصبة تتفاعل مع أطروحاته ولم يعد الارهاب مجرد استثناء كما هو الحال في باقي المجتمعات وانما أصبحت ظاهرة لها أنصارها ومؤيدوها. فالشاب الذي تربى ونشأ في بيئة ترى وجوب قتل المخالف فانه سيكون مادة خصبة لمثل هذه الجماعات الإرهابية وخطابهم التكفيري. خاصة ان مجتمعهم ينكر حق المخالف في الخلاف ومثال على ذلك الشاب اسلام يكن الذي تخرج من مدرسة «ليسيه الحرية» بهليوبوليس مصر الجديدة عام 2009، ثم درس في كلية حقوق جامعة عين شمس وتخرج فيها عام 2013. وسرعان ما التحق بداعش في سوريا. هكذا تجد هذه الجماعات التكفيرية الرجال لأنهم مبرمجون بفكر يتلاقى مع كثير من طرحهم، في كثير من المفردات مثل تفسيق المخالف وتكفير المجتمعات وعدم جواز مشاركة المرأة للحياة العامة ووجوب الحجاب. وأضاف: من أجل تفكيك الخطاب الإرهابي يجب البعد عن التكفير والتفسيق في الامور الخلافية وتشجيع المرأة لتشارك في بناء الوطن، ونشر ثقافة النظر بشكل إيجابي للحياة ومباهجها والتي جعلها الله زينة لنا، والتوقف عن قتل الفرحة، والإيمان بخدمة المجتمع الذي جعل من إزالة الأذى عن الطريق صدقة، والإيمان بأن التنمية والعمل والإعمار واجب على كل مسلم ومسلمة، وعدم اللمز والإشارة لكل فكر يخالفهم بانه هدم للدين والتوحيد والسنة والشريعة والفضيلة، فبمثل هذه المقولة عطلت الإصلاحات ووضعت أمامها العقبات ووجد فيها الارهاب حضانة وتربة صالحة للنمو والتكاثر.