مصائب قوم عند قوم فوائد.. هي الحالة التي تمر بها الحاجة فاطمة عندما تبيع مأكولاتها الشهية لأبناء جنسيتها السودانيين أسفل جسر الكيلو 8 في حي الروابي جنوبجدة. أغلب زبائنها من العمال الأفارقة وغالبيتهم من السودانيين الذين اتخذوا من منطقة الجسر منطلقا لأنشطتهم وتحركاتهم، أكلهم وشربهم. فاطمة التي كانت مشغولة، ما إن رأت عدسة «عكاظ الأسبوعية» حتى غطت وجهها بجلبابها خوفا من عين الرقيب. القراصة والدمعة فاطمة تخشى مصادرة بضاعتها المنتقاة وأطعمتها الشهية -على حد قولها، فقد أنفقت في تجهيزها مبالغ كبيرة وتعبت فيها وشقت. تقول إنها منذ الصباح الباكر تقوم بإعداد الأطعمة السودانية الشعبية مثل «الكسرة» وهي أقراص رقيقة تصنع من دقيق الذرة إلى جانب «القراصة» و«الدمعة» المطبوخة من اللحم والطماطم ثم «المفروكة» المصنوعة من البامية المجففة، كما تعد الشاي والقهوة السودانية المعروفة باسم الجبنة. أم الأيتام تحمل فاطمة أوانيها وتتجه إلى الجسر صباحا وتضيف وهي تتحاشى عدسة الكاميرا، إن الأسعار التي تبيع بها مأكولاتها رمزية مقارنة بالمطاعم الشعبية المتخصصة في الوجبات السودانية. وتقول إنها تعمل في هذه المهنة منذ ما يقارب سبعة أعوام وتستهدف في نشاطها أماكن وتجمعات العمال السودانيين، حيث تنقلت ما بين كبري العمال وجسر الكيلو 8 ومواقف مكة في حي السبيل جنوبجدة. وتبدأ في عرض بضاعتها من أقراص الكسرة مع الدقة والشاي السوداني الذي يمتاز عن الأنواع الأخرى بنكهته المميزة. وتضيف: إنها كونت زبائن بالعشرات في جسر الكيلو 8 فباتوا لا يرضون لها بديلا شغوفين بالقراصة والكسرة والمفروكة والدمعة والشاي الساخن. فاطمة ذكرت بأنها تعول من ريع هذه الصنعة 4 أبناء أيتام (تركهم لي والدهم بعد وفاته وأصبحت أنا من يعولهم ويكفي حاجتهم من الأكل والشرب والملبس وغيره من الضروريات). الثوب بثلاثين على الجانب الآخر من الجسر، وجدنا بشير عوض الذي جلس أمام طاولة خشبية مهترئة وعليها عدد من قطع الملابس والثياب السودانية اشتراها -حسب قوله- من حراج سوق الصواريخ لرخص أسعارها ومن ثم يبيعها على أبناء جلدته من العمال في جوانب جسر الروابي. ويضيف بشير بأن الفكرة أتت إليه بعد أن أصبح الموقع استراحة للعمالة السودانية الذين يعملون على نقل البضائع بين مدن المملكة. ويشير بشير إلى أن أغلب هؤلاء يشترون بضاعته إما لاستخدامها أو لإرسالها لأسرهم في مدن وقرى السودان المختلفة. ويقول: إنه يبيع الثوب الواحد بثلاثين ريال وهي أقل قيمة من المألوف في السوق.