حبيبتي أتمنى لو كنت عبقريا مثل الإنسان البدائي، الذي أوجد فكرة «التابو» ليحمي بها سلامة الجماعة ويكفل لنفسه السلام الذهني.. أنا أعظم المحبين وأحقرهم.. أنا في حبك قدم عرجاء تزور عيادة العلاج الطبيعي كل يوم.. أنا عين لا يحتجب دمعها قبل أن يسفح دمع عينيك.. أنا في حبك «دوجما» لا مجال فيه للجدل أو التشكيك بل مذهب معقد جامد لا يذيبه سوى إيماني المطلق بأنني لا أريد أن أكون الأول بين العاشقين، بل الأوحد فوق الجميع. توحد ذراتي مع ذراتك هو الذي يكفل سلامتي الذهنية ويطرد هواجسي الشيطانية. في الحب يا حبيبتي مغارة.. فمها يستأنس عين السائح حين يدخل، وإذا دخل أمعنت أفواه المغارة المتعددة في الاستئناس، حتى إذا وقف عند الفم الأخير استشعر غلاظة الشفاه وجفافها، ودب فيه هاجس الظلام. النور الوحيد الذي يومض من خلف الشفة الغليظة، هو الذي يبدد هاجس الظلام الذي يبدو للعين أنه أبدي.. نور عينيك الذي يغزل خيوطه الوردية في عيني، فتكون نفسي رحبة كرحابة السماء وكبر البحر وحياتي ذات معنى مماثل لمعنى ثدي الأم عند رضيعها الجائع.. أنا في حبك لست سوى «هاجس» يوغل في نبش مخاوف الحياة من أجل أن تحيا الحياة.. أطالبك بعدم الوقوع في قلق هواجسي.. اعتبريها عارضة خشبية يحرسها جندي متسامح.. المهم لا تعيشي هواجسي.