إشراقة يوم العيد عند المبدع لها وقع خاص على قلبه، فبقدر ما تمده بالدفء فإنها تثير في روحه مشاعر إنسانية عديدة لا يستطيع كتمانها أو تجاهلها دون أن يضع بصمته الإبداعية واضحة في عيون الآخرين. «عكاظ» سألت المصورة الفوتوغرافية سوزان باعقيل عن معاني العيد في حياتها وماذا تعمل لتبقيه مشتعلا في ذاكرة الأيام فقالت: العيد بالنسبة لي سيل من المشاعر الإنسانية والروحية التي لا أستطيع أن أتركها تمر دون أن يكون لعدستي معها لحظات حميمية تتماهى فيها أضواء الفلاش مع انثيالات الفرح المتدفقة من عيون الصغار والكبار في مشهد يتكرر كل عام ضافيا علينا مزيدا من البهجة والحبور. وتضيف عن ذكرياتها في العيد فتقول: طبعا أحلى ذكرياتي في العيد كانت ولاتزال هي الفرحة واجتماع الأهل، حيث أحرص على منح عدستي فسحة لتوثق هذه الفرحة الكبرى، بداية من تكبيرات العيد التي تصدح بها المآذن وفي المصليات الأخرى في جدة حتى آخر اليوم بكل مشاهدها الفرائحية المبهجة. وتتطرق «باعقيل» إلى ذكريات طفولتها في العيد: فستان العيد المنفوش أو العادي كان أكثر ما يفرحني في هذا اليوم ثم الذهاب للصلاة والمعايدة عند الجدات وحلاوة العيد والعيدية والرحلات وفطور العيد والأهم تواجد الجميع. وفي ردها عن سؤال يتعلق بقراءتها في العيد قالت: «أمنح نفسي إجازة في العيد ويقتصر نشاطي فيه على توثيق مشاهده بالصور التي احتفظ بها في أرشيفي وموقعي الإلكتروني أو تلك التي أصورها خصيصا لوكالة «رويتر». سوزان باعقيل لم تنس أن تتحدث عن أهم الصور التي التقطتها في حياتها فقالت: تتعدد اللقطات التي أعتز بها وأعتبرها الأحلى فبعضها أحبها لوضوحها وبعضها لمعانيها الإنسانية. وخلصت باعقيل إلى الحديث عن الدور الاجتماعي للعيد في توثيق العلاقات وترسيخها بين الأحبة والأهل والأصدقاء وبين سائر أفراد المجتمع فقالت: مما لاشك فيه أن لحظات الحب والتسامح التي نشاهدها في العيد تعيد الدفء إلى قلوب الناس وتعمل على تقريبهم أكثر وأكثر كما أنها تعيد وصل ما انقطع بين بعضهم البعض في لحظات من الغضب، لكن من المؤسف أن نجد الوسائل الإلكترونية وعلى رأسها الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي وقد سرقت منا لحظات الفرح التي كانت ترتسم على شفاهنا عند اللقاءات المباشرة في الزيارات التي كنا نخصصها لتبادل التهاني بحلول العيد السعيد. وتختم باعقيل: اختيار صور لتكون تهنئة للعيد من الأشياء التي لا يمكن تناسيها في هذه المناسبة السعيدة.