كثير من دول العالم تعتمد على السياحة الداخلية كمصدر أساسي لزيادة دخلها وتعتبر وسيلة جيدة لتخفيف الإنفاق على السياحة الخارجية. فإن هذا لن يكون في بؤرة اهتمامنا الآن خاصة أن إمكاناتنا السياحية لن تكون ذات جدوى اقتصادية في الوقت الحاضر على الأقل. يسعى الكثير من المواطنين إلى قضاء إجازاتهم السنوية خارج الوطن بعد عناء طويل طيلة العام الدراسي، ويحاولون البحث عن أبسط الوسائل وأقل تكلفة لقضاء إجازاتهم، لذلك كانت عوامل جذب السياحة الخارجية أكثر من عوامل جذب السياحة الداخلية. فالسياحة الخارجية تعني خروج أموال التدفق النفطي إلى الخارج، وبالتالي هذه تؤثر سلبا على الحساب الجاري في ميزان مدفوعاته، والأموال هذه لو كانت هناك سياحة داخلية جيدة سيكون ضخها داخل الاقتصاد، ما ينعكس إيجابا في نمو جميع القطاعات الاقتصادية، لذا يلزم علينا تطوير السياحة الداخلية من أجل أن تكون جاذبة للسياح الداخليين من مواطنين ومقيمين، بحيث يقضون إجازاتهم محليا بدلا من السفر إلى الخارج. ومن معوقات السياحة الداخلية ما يلي : 1 ارتفاع تكلفة الفنادق والشقق المفروشة من أبرز الأسباب التي أعاقت السياحة الداخلية فقد تكون تكلفة أسبوعية تقضيها في مكة أو أبها أو الدمام أكثر من كلفة أسبوعين تقضيهما في أي منتجع سياحي عالمي. هذه الحقيقة قد تكون من أبرز العوائق للسياحة الداخلية. فالسائح الذي يبحث عن الراحة يحسب في نفس الوقت تكلفة تلك الراحة وإذا لم يكن لديه معايير أخرى غير التكلفة المادية فإنه سوف يختار الأقل تكلفة. 2 عدم توافر الخدمات الأساسية : إن بعض الشقق المفروشة والفنادق التي تقل درجتها عن أربعة نجوم لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية التي يحتاجها السائح. 3 عدم إبراز الجانب الإعلامي، من حيث غياب البرامج السياحية الداخلية، حيث يتم الإعلان عن كثير من برامج السياحة الخارجية ولا يوجد ترويج للسياحة الداخلية. 4 إنشغال سكن معظم المدن السياحة والساحلية في الإجازات بسبب قلة المعروض من الشقق المفروشة والفنادق. ولمعالجة هذه العوائق نرى الآتي : 1 على الجهات ذات العلاقة وهي وزارة التجارة، وهيئة السياحة والآثار، والشركات المحلية التي تعمل في مجال الخدمات السياحية، النظر بجدية في قوائم الأسعار لأن ارتفاعها ليس في المصلحة بأي معيار فتخفيض الأسعار أحد الأسباب الرئيسية للربح على المدى البعيد، وهذه الحقيقة الاقتصادية هي التي جعلت الشركات العالمية ذات العلاقة بالخدمات السياحية تخفض أسعارها في سبيل الربح. ومن وسائل تخفيض التكلفة البساطة عند إنشاء مرافق الخدمات السياحية. فالبذخ والإسراف في مظاهر المنشآت يرفع أسعار الخدمات التي تقدمها وبالتالي يحول دون تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها. 2 على أصحاب الفنادق والشقق المفروشة التي تقل درجاتها عن أربعة نجوم أن توفي الخدمات الأساسية والضرورية التي يحتاجها السائح. 3 أهمية إبراز الجانب الإعلامي للسياحة الداخلية وعلى الوسائل الإعلامية المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة نشر الوعي السياحي في الداخل. 4 على هيئة السياحة تشجيع الاستثمار السياحي بإنشاء العديد من الفنادق والشقق المفروشة خاصة في المدن الساحلية والمناطق السياحية. ولقد أسهم قطاع السياحة السعودي في تطور الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2 في المئة سنة 2011، وتجاوزت نسبة توظيف السعوديين فيه 26 في المئة من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والبالغ عددهم 670 ألف وظيفة مباشرة، إلا أن ذلك يعتبر نسبة ضئيلة مقارنة بالدول المماثلة.