يستقبل المسلمون في معظم دول العالم هذه الأيام عيد الفطر المبارك سائلاً الله عز وجل أن يعيده على الجميع بالخير والبركات، ويسرني بهذه المناسبة أن أتقدم بأصدق التهاني إلى قيادتنا الرشيدة والشعب السعودي النبيل خصوصا قراء جريدتنا الرائدة «عكاظ»؛ الذين تحملوا ما أطرحه أسبوعيا من آراء قد تختلف عن توقعاتهم أو تتصادم أحيانا مع قناعاتهم، راجيا أن أكون قد تناولت بقلمي ولو جزءا يسيرا من تطلعاتهم خلال العامين الماضيين التي شرفت فيها بالكتابة في صفحة الرأي بعد سنوات طويلة من الكتابة في الشأن الاقتصادي؛ وبما يعكس وجهات نظر المواطن العادي تجاه العديد من الاهتمامات الوطنية المشتركة. وبعد المقدمة الكلاسيكية السابقة، سأحاول في مقالي اليوم تخيل هذا العيد ولكن بعد عشرة أعوام أي في عام 1445ه؛ مستشرفا الحال الذي يمكن أن تكون عليه العديد من أوجه حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية في ذلك العام بادئا بثقافة وأجواء الفرح التي تمليها المناسبة وآملا بأن نكون حينها قد نجحنا في توفير بدائل ترفيهية متعددة للأفراد والأسر السعودية في العيد على مختلف مستوياتهم المادية والثقافية حيث ستضم كافة مدننا وقرانا في ذلك العام ساحات عامة؛ شاسعة المساحة أنيقة التجهيزات لإقامة احتفالاتنا ومهرجاناتنا بالأعياد والمناسبات الوطنية؛ تتوافر فيها كافة الخدمات والمرافق العامة المناسبة لقضاء أوقات سعيدة لمختلف شرائح المجتمع رجالا ونساء، شيوخا وشبابا، مراهقين وأطفالا، أصحاء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة. أيضا ذهب بي خيالي بعيدا لذلك العيد الذي سيتاح فيه الخيار للأسرة السعودية أن تحضر استعراضات وحفلات فنية مختلفة في العيد؛ يحييها كبار مطربينا والفنانون العرب، أو مشاهدة أحدث ما تنتجه صناعة السينما (المحلية) والعربية والعالمية في صالات ودور عرض على أحدث مستوى ممكن؛ تنتشر في مختلف مناطق البلاد، تستقطب الراغبين في الترفيه الأسري، وتخفف من موجة السفر الكبيرة في العيد، وتعمل تحت إشراف الجهة الحكومية المعنية التي ستتولى ضمان عدم عرض مالا يتناسب مع ثوابتنا الدينية وقيمنا وعاداتنا الإجتماعية. وحرصا على توسيع دائرة خيارات الترفيه في ذلك العيد وإرضاء مختلف التفضيلات، فسوف تتوفر مسارح تقدم عروضا ومسرحيات كوميدية وإنسانية راقية؛ يعكس بعضها واقعنا ويحاكي تطلعاتنا، ويكتبها كبار روائيينا وكتاب السيناريو السعوديون ويشارك في إخراجها ومونتاجها وأدائها شبابنا من الجنسين الذين سيكونون آنذاك قد تخرجوا من الكليات والمعاهد الفنية التي تعمل تحت إشراف أجهزة الدولة المختصة ويسهموا في التأسيس لصناعة ترفيه وسياحة وطنية بحاجة للمزيد من التطوير في الوقت الحاضر. وحتى يتمكن المواطنون بل والمقيمون في بلادنا من حضور تلك الاحتفالات والعروض فإنهم سيكونون في ذلك العام قادرين على الاستغناء عن سياراتهم الخاصة التي تتسبب حاليا في الازدحام واستهلاك نسبة متزايدة من إنتاجنا النفطي حيث سيعتمدون بدلا عنها في تنقلاتهم على شبكة نقل حديثة ومتنوعة واقتصادية تغطي داخل المدن وفيما بينها، ولن يقتصر الأمر على ذلك بل سيكون حينها للأسر، وللشباب على وجه الخصوص خيارات كثيرة تشمل أماكن للتخييم على شواطئ أنيقة ومفتوحة للعامة في مدننا الساحلية؛ لا تحجبها الأسوار ولا تحول دونها الشبوك، وتتوفر بها كافة المرافق اللازمة، كما سيتاح حينها منظومة من الملاعب الرياضية النموذجية في الأحياء لممارسة مختلف الرياضات، إضافة لحلبات سباق السيارات خارج المدن لممارسة شبابنا لهذه الرياضة تحت إشراف رسمي يراعي قواعد السلامة والأمان بدلا عن ممارستها في الشوارع العامة وتعريض أنفسهم وغيرهم لمخاطر جسيمة. [email protected]