لئن شرف الله المملكة بمسؤولية تعمير الحرمين الشريفين، وخدمة حجاج بيت الله الحرام، فإنها تدرك أن هذا الشرف العظيم يقتضي عملا جبارا وميزانية ضخمة وقبل ذلك عزيمة على المضي في ما بدأه الملك المؤسس ارضاء لله سبحانه وتقديسا له وتطهيرا لبيته وخدمة لضيوفه عز وجل من الحجاج والمعتمرين. وحرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مزيد من التيسير للراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة تم تنفيذ مشروع منشأة الجمرات وتطوير منطقة الجمرات الذي بلغت تكاليفه أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال، وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا، وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد 12 مترا، ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي. ومن المشروعات الجديدة التي سيستفيد منها ضيوف الرحمن هذا العام مشروع مستشفى شرق عرفات الذي بلغت تكاليفه (65.128.985) ريالا، ليضاف إلى المرافق الصحية القائمة بالمشاعر المقدسة ليصبح عددها (8) مستشفيات منتشرة في مشعر عرفات ومنى، علاوة على المراكز الصحية التي يزيد عددها على (75) مركزا صحيا جميعها تقدم الرعاية الصحية والعلاجية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام أثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة، وقد زودت هذه المرافق الصحية بكامل المعدات والتجهيزات الطبية والكوادر الطبية والفنية المتخصصة لتوفير الرعاية الصحية الشاملة لوفود الرحمن. ويأتي من ضمن هذه المشروعات، مشروع (نفق الشعيبين) الذي يربط منطقة الشعيبين بالمعيصم في منى بمنشأة الجمرات ليخفف كثافة المشاة ونقل الحركة التي كانت على الدور الأول من جسر الجمرات إلى الدور الثالث ليخفف الضغط والكثافة على الدور الأرضي الأول، علاوة على إنشاء أنفاق العزيزية التي ستخفف الكثافة والازدحام على القادمين من العزيزية لتنقل الحركة مباشرة إلى الدور الثاني، كما تم إيجاد نفق لحركة القادمين من الربوة الواقعة خلف مركز مرور منى، إضافة إلى النفق السابق بحيث يكون نفق للدخول ونفق للخروج، كما تم توسعة الساحات الغربية من منشاة الجمرات، وهذه المشروعات تصب في تحقيق أقصى درجات الأمن والسلامة لحجاج بيت الله. ويضاف إلى هذه المشروعات كذلك، مجموعة المشروعات التي نفذت خلال الأعوام السابقة، والتي كان لها أكبر الأثر في تيسير وتسهيل رحلة الحج على الحاج وتمكينه من أداء نسكه بكل يسر وسهولة، حيث ضمت المشروعات التي نفذت في الأعوام الماضية لتسهيل وتيسير الحركة المرورية وحركة المشاة في المشاعر المقدسة مشروعات الأنفاق والجسور والطرق لربط المشاعر مع بعضها البعض ومع مدينة مكةالمكرمة، مما أسهم في تيسير الحركة المرورية وفصل حركة المركبات عن المشاة واختصار المسافات بين المشاعر المقدسة وفك الاختناقات المرورية التي كانت تحدث في السابق. ومن ضمن المشروعات التي نفذت لتسهيل الحركة وتنقلات الحجاج بالمشاعر المقدسة، مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي ينقل الحجاج من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى الذي بلغت تكاليفه أكثر من 6 مليارات و400 مليون ريال، وقد أسهم في الحد من أعداد المركبات الداخلة إلى المشاعر المقدسة.