-تطرقت في المقال السابق لبعض الأسباب الرئيسة لتفوق ألمانيا كرويا في العقد الأخير وخصوصا تفوقهم في التخطيط وتشريع الأكاديميات، وفي مقال هذا الأسبوع أحببت طرح واقعنا وماهية الأكاديميات الرياضية بالمملكة وهل يختلف عن المأمول أو هل ماتم من جهود فردية موجهة لكرة القدم فقط ولماذا اختفاء شمولية التطبيق؟ -لا يمكن أن نطلق بأن الفكر التطبيقي للأكاديميات قد طبق لدينا بخلاف ناد أو اثنين. فلا يمكن إطلاق أكاديمية على أي مشروع لتخريج النشء وتطويرهم ويكون تركيزها «فقط» على تخريج لاعبين ماهرين كرويا، بل يجب تنشئتهم سلوكيا وثقافيا وهو ما أرى أنه يعتلي أهمية أكبر من المهارة الفنية. فكم من اللاعبين الذين خسرتهم الكرة السعودية لإهمال تلك العوامل المهمة. -الفكر الأكاديمي ليس بجديد على المستوى العالمي والعديد من المواهب الكروية كهنري، رونالدينو، نوير، خضيرة، ويمكن القول بأن جل لاعبي ألمانيا (أكثر من 60 % هم نتاج الأكاديميات) على سبيل المثال ولا الحصر هم مخرجات عمل هذه الأكاديميات، والتي تعمل باستراتيجيات واضحة واستقلالية تامة ونتاجها لاعبون على مستوى عالمي بفكر عال ومميز. -ما نحتاجه الآن هو التطبيق والتطبيق «فقط» بعد تظافر الجهود والوضع نصب الأعين مصلحة الكرة السعوديه. ويأتي هنا دور الاتحاد السعودي والذي كما أسلفت ما زال يراجع ويسن لوائحه بعد قرابة مضي نصف مشوار فترته الانتخابية. -ولكي يكون لدينا منتخب قادر على المشاركة بكأس العالم وتشريف الوطن، فعلينا البدء من الآن لكأس العالم 2026م، فمن سبقنا عمل سنوات طويلة والنجاح ليس وليد الصدفة بل نتاج عمل دؤوب مشمول برؤية استراتيجية لمستقبل واعد وبدعم للعديد من اللاعبين السابقين والمتخصصين المميزين كل في حقله. -هنالك أمثلة حية للاكاديميات وخصوصا الخاص منها واهتمامها بالنشء تحت إشراف مباشر من أولياء الأمور برمز شهري، ولكن تظل خطوات شخصية وتفتقد للتواصل المباشر مع الاتحاد السعودي وفائدة المنتخبات السنية. -ما ينطبق على كرة القدم ينطبق على الألعاب الأخرى والفردية خصوصا، «أم الألعاب» مصدر الذهب، ولماذا لايتم إنشاء أكاديميات للألعاب الفردية فنرى أكاديمية لألعاب القوى، التنس الأرضي، الأسكواش، البولينج، وغيرها من الألعاب الفردية ويكون ذلك مصدر استثماري رائع أيضا. ما قل ودل: «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل». Twitter : @firas_t