فيما فشل مجلس الأمن أمس في ادانة العدوان الاسرائيلي على غزة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إن استجابة جميع الأطراف للمبادرة المصرية دون تأخير أمر مهم حتى نوفر الدم الفلسطيني. وأضاف، في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي عبدالله غول في اسطنبول: «علينا نحن كطرف فلسطيني أن نقبلها فورا؛ حتى نضع النقاط على الحروف، وحتى نحرج من لا يريد حقا وقف القتال». وأفاد بأنه يجري اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف من أجل وقف شلال الدم الذي يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه سبق أن أجرى اتصالات مع جهات عدة لحثها للتدخل لإنهاء الأزمة، ومن ضمنها مصر. وفي جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن أمس بدعوة من الأردن وتركيا أبلغ مسؤول الشؤون السياسية بالأممالمتحدة جيفري فيلتمان مجلس الأمن أمس، أن الأممالمتحدة تدين إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، لكنها «تشعر بالانزعاج تجاه الرد الإسرائيلي المفرط». وقال «إسرائيل لديها قلق أمني مشروع ونحن ندين إطلاق الصواريخ بشكل عشوائي من غزة على إسرائيل مما أنهى وقفا مؤقتا لإطلاق النار، لكننا نشعر بالانزعاج من الرد الإسرائيلي المفرط»، وتحدث عدد من مندوبي الدول أعضاء المجلس معربين عن قلقهم من تطورات الأحداث في غزة ومعلنين تأييدهم لقيام دولتين فلسطينية واسرائيلية. وطالب المندوب الفلسطيني رياض منصور المجلس بإدانة إسرائيل ووقف العدوان على غزة، محذرا من أن عدم تحمل المجلس لمسؤوليته يعني أن بلاده ستتحرك إلى تقديم شكوى في المحاكم الدولية.. وقال: إنه في حال فشل المجلس في الاستجابة لنداءاتنا لوضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا وضمان حمايتهم، سيكون لدينا خيار اللجوء إلى الهيئات القضائية التابعة للأمم المتحدة والنظام الدولي. إلى ذلك يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المنطقة اليوم السبت في محاولة لإنهاء القتال في غزة حسب المتحدث باسمه، بينما تواصلت اللقاءات والمشاورات العربية والدولية أمس بهدف وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وكانت المبادرة المصرية للتهدئة محل نقاشات جرت أمس بين وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس وإيطاليا فريدريكا موجيريني ونظيرهما المصري سامح شكري، واعتبرت باريس وروما أن المبادرة تشكل أرضية جيدة للحل وأنهما يؤيدانها لوقف إطلاق النار في غزة. وجددت القاهرة أمس دعوتها للهدنة. ودعا وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جميع الأطراف للانضمام للمفاوضات لوقف إراقة الدماء. وقال إنه كثف جهوده لإقناع الأطراف الرئيسية بقبول المقترح المصري لوقف إطلاق النار، مضيفا: الأحداث في غزة لا تساعد على هذا الهدف، وبالتالي علينا أن ننهي هذا الصراع والتصعيد حتي يتحقق هذا الهدف. واستشهد 55 فلسطينيا في غزة منذ بدء الهجوم البري مساء أمس الأول، ما يرفع عدد الشهداء في اليوم الحادي عشر إلى 296 على الأقل. وقتل جندي إسرائيلي خلال الهجوم البري ليكون القتيل الإسرائيلي الثاني منذ بدء العدوان في الثامن من يوليو. وأفاد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة أن المدنيين يمثلون أكثر من 80% من الشهداء، كما ارتفع عدد الجرحى إلى 2050 مصابا.