طرابلس، طهران، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب - تسارعت أمس الجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في غزة معززة بدعم عربي ودولي. وأعلن الرئيس محمد مرسي أن جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «ستسفر عن نتائج إيجابية» خلال ساعات لوقف «مهزلة العدوان الإسرائيلي على القطاع»، فيما أفيد بأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستصل إلى القاهرة غداً بعد زيارة لإسرائيل ورام الله للبحث في تطورات جهود التهدئة. وكانت جهود التهدئة محور محادثات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القاهرة خلال زيارته التي استغرقت يومين والتقى خلالها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء هشام قنديل ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. وزار وفد من وزراء الخارجية العرب غزة أمس عن طريق معبر رفح لتفقد الأوضاع والتضامن مع الفلسطينيين. وضم الوفد الذي ترأسه العربي وزراء الخارجية المصري محمد كامل عمرو والفلسطيني رياض المالكي والتونسي رفيق عبدالسلام والعراقي هوشيار زيباري والسوداني علي كرتي واللبناني عدنان منصور والأردني ناصر جودة ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار عبيد مدني. وتأتي الزيارة تطبيقاً لقرار مجلس الجامعة في اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء الخارجية السبت الماضي. وقال العربي خلال لقاء مع رئيس وزراء حكومة «حماس» إسماعيل هنية إن «المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة. المشكلة الحقيقية أنه يجب تركيز جميع الدول العربية والإسلامية والصديقة في كل العالم على إنهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسة». وقال وزير الخارجية المصري قبيل مغادرة الوفد إن «مصر تجري اتصالاتها في مجلس الأمن لعقد جلسته في شأن تطورات الأوضاع في غزة». وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة «عبر بصراحة عن تأييده الجهود المصرية لوقف القتال وأكد أن الأممالمتحدة مستعدة للوقوف خلف هذه الجهود، وكذلك دول غربية أبلغت مصر من خلال سفرائها ومن خلال الاتحاد الأوروبي استعدادها لمساعدة الجهود المصرية». ووصف بان الوضع في غزة بأنه «مقلق وخطير». ودعا إلى وقف للنار. وقال عقب لقاء رئيس الوزراء المصري في القاهرة أمس: «رسالتي واضحة إلى جميع الأطراف وهي ضرورة وقف القتال حالاً لأن مزيداً من التصعيد يعني كارثة ويضع المنطقة في خطر ولا بد من تفادى عملية برية إسرائيلية». وأعرب عن دعمه للجهود المصرية للوصول إلى وقف للنار، محذراً من أن «الوقت يمر بسرعة». وأكد أنه قلق على سلامة المدنيين. وطالب باحترام القانون الإنساني الدولي، معتبراً أن ذلك «واجب وليس خياراً وعلى جميع الأطراف التحلي بمسؤولياتهم بموجب القانون الدولي». ودان الاستخدام المفرط للقوة، قائلاً: «علينا احترام إسرائيل وقلقها على أمنها إلا أن ذلك لا يعني أن تقوم بقصف وقتل وجرح العديد من المدنيين». وأشار إلى أنه سيطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عندما يلتقيه في القدسالمحتلة «بوقف إطلاق النار سريعاً واحترام القانون الدولي الإنساني». وأعرب عن قلقه «لفشل المساعي الرامية إلى إعادة المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى حل الدولتين»، مؤكداً «ضرورة حدوث اختراق للوضع الحالي». ورأى أن «الأزمة الحالية تؤكد مجدداً أنه لا يمكن استدامة الوضع من دون وضع حد للعدوان وإنهاء الاحتلال». وأوضح أنه سيزور رام الله أيضاً للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الذي له جهود طويلة لإيجاد حل». أما العربي فشدد بعد لقاء بان على ضرورة «وقف إطلاق النار وضرورة تغيير مسار السعي إلى تحقيق السلام في المنطقة. تحدثنا عن قرار وزراء الخارجية العرب الأخير بإعادة النظر في المبادرة العربية للسلام والآليات المتبعة في ما يتعلق بها لأن الجمود الحالي لا يؤدي سوى إلى إضاعة الوقت واستيلاء إسرائيل على مزيد من الأراضي الفلسطينية». وفي طهران، صرح مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية بأن وزير الخارجية علي أكبر صالحي يأمل في التوجه إلى غزة في نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل. وقال نائب وزير الخارجية حسن قشقوي على الموقع الإلكتروني لمجلس الشورى الإيراني إن اتصالات بدأت مع السلطات المصرية «وننتظر ردهم». ورداً على اتهامات إسرائيل لإيران بتشجيع الفلسطينيين على مواصلة إطلاق الصواريخ، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست: «ليست إيران ولا حماس التي تسعى إلى المواجهة أو الحرب أو تعرض للخطر حياة شعب برئ، بل النظام الصهيوني الذي يجب أن يحاكم لارتكابه جرائم حرب». من جانبه، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إسرائيل بالقيام ب «تطهير عرقي» بحق الفلسطينيين. وقال أمام نواب حزبه «العدالة والتنمية» إن «إسرائيل تتجاهل في هذه المنطقة السلام وتنتهك القانون الدولي وتقوم بتطهير عرقي ضد شعب. هذه الدولة تحتل شيئاً فشيئاً الأراضي الفلسطينية». إلى ذلك، غادر وفد رسمي ليبي برئاسة النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام (أعلى سلطة تشريعية) صالح المخزوم أمس طرابلس متوجهاً إلى قطاع غزة «لنقل مساعدات عينية ورسالة تأييد وتضامن». ويضم الوفد نائب رئيس الوزراء الصديق كريم وعدد من الاختصاصيين والخبراء والأطباء.